مصر والسنغال، وماذا بعد؟… مساء يوم الثلاثاء الماضي الذي وافق 29 مارس 2022 تلقى المنتخب المصري هيمة كانت شبه متوقعة من الغالبية العظمى من الجمهور المصري. وذلك في مباراة الإياب في التصفيات النهائية المؤهلة لنهائيات بطولة كأس العالم 2022 التي من المقرر تنظيمها في قطر. كأول دولة عربية تستقبل هذا الحدث العالمي الضخم، وبشهادة الجميع بعد أن نظمت الدولة القطرية بطولة كأس العرب الأخيرة فإن نجاح نهائيات كأس العالم مضمون بشكل كبير.
وقد جائت هزيمة المنتخب المصري بعد أن حقق الفوز في مباراته الأولى، مباراة الذهاب، أمام منتخب السنغال قبلها بأيام على ملعب استاذ القاهرة. ذلك الفوز الذي جاء بهدف ذاتي سجله الظهير الأيسر السنغالي ساليو سيس الذي سجل في مرماه عن طريق الخطأ في الدقيقة 4 من زمن المباراة. وفي نفس الدقيقة تقريبًا في مباراة العودة، المباراة التي خسرها المنتخب المصري في العاصمة السنغالية داكار. سجل اللاعب بولاي ديا هدف منتخب السنغال الوحيد في المباراة. لكي يتعادل المنتخبان ويضطرا للعب 30 دقيقة وقت إضافي على شوطين إضافيين. ويضطر المنتخبان في النهاية للجوء إلى ركلات الترجيح من نقطة الجزاء.
ركلات الترجيح وخسارة المنتخب المصري (3/ 1)
وفي ركلات الجزاء، يهدر محمد صلاح ومن بعده أحمد سيد زيزو من المنتخب المصري. ثم من بعدهما يهدر أيضًا خاليدو كوليبالي، ومن بعده يهدر ساليو سيس من المنتخب السنغالي. لتظل النتيجة بين المنتخبين التعادل في ركلات الترجيح (0/ 0). ويبدأ التسجيل من الركلة الثالثة للمنتخب السنغالي حيث سجل المهاجم اسمايلا سار. وتلاه في التسجيل لاعب خط وسط المنتخب المصري عمرو السولية. وبعدهما يسجل اللاعب السنغالي أحمدو بامبادينج لمنتخب بلاده، ويتقدم في النتيجة (2/ 1).

مصر والسنغال، وماذا بعد؟
ولقد انتظرنا كجماهير مصرية أن يعود مصطفى محمد صاحب ركلة الترجيح الرابعة بالتعادل لمنتخبنا المصري. لكنه أضاع الكرة بتسديدها بشكل غريب في يد الحارس السنغالي إدوارد مندي أفضل حارس مرمى في العالم وفي بطولة كأس الأمم الأفريقية الأخيرة. ليتقدم ساديو ماني من أجل تسديد الركلة الأخيرة لمنتخب بلاده وهو متقدم بنتيجة (2/ 1) بعد أن أهدر لاعبونا 3 ركلات ترجيح من أصل 4. حيث فقط عمرو السولية هو الذي استطاع التسجيل في مرمى حارس فريق تشيلسي الإنجليزي.
وبالفعل يسجل السنغالي ساديو ماني الركلة الخامسة لمنتخب بلاده، ويعلن الفوز للأسود السنغالية وصعودهم إلى كأس العالم 2022. بعد أن صارت النتيجة (3/ 1) لصالح منتخب السنغال، ولم يعد هناك حاجة للركلة الخامسة والأخيرة لمنتخب الفراعنة. حيث إنها لم تكن لتصنع فارقًا في النتيجة على الإطلاق.
هذا ما حدث في المباراة، فماذا دار بعدها وما الذي يجري الآن؟
منذ أن تلقى المنتخب المصري التي كانت، وللأسف الشديد، متوقعة من معظمنا نظرًا لسوء الأداء. وبسبب فقدان الفريق لهويته الكروية ولعبه الدفاعي العقيم تحت قيادة البرتغالي كارلوس كيروش. الذي يوجد قطاع كبير من الجماهير الغاضبة التي لا تقبل استمرار تواجده على رأس الجهاز الفني لمنتخب مصر.
إلا أن معظم إن لم يكن كل الشعب المصري كان يمني النفس بأن تلعب الأقدار لعبتها وتفعل فعلها. وتساعد المنتخب في رد خسارة كأس الأمم الأفريقية الأخيرة التي تمت أحداث مبارياتها على الأراضي الكاميرونية. والتي انتهت بخسارة المنتخب المصري للبطولة في المباراة النهائية على يد نفس المنتخب، منتخب الأسود السنغالية.
ركلات الترجيح بين منتخب السنغال ومنتخب مصر في مباراة الصعود لنهائيات كأس العالم قطر 2022
هذا وقد رصدت الكاميرات التي كانت مع المشجعين المصريين أحداثًا مؤسفة قبل وأثناء وبعد المباراة. وهذه الأحداث أهمها:
- الهتافات المعادية للاعبين المصريين وعلى رأسهم محمد صلاح لاعب فريق ليفربول الإنجليزي وقائد المنتخب المصري.
- اللافتات المسيئة للاعبين وعلى الأخص محمد صلاح التي استقبلوه بها في المطار عند الوصول ورفعوها له في المدرجات أثناء المباراة.
- زجاجات المياه الفارغة التي ألقوها على اللاعبين وبالأخص على محمد الشناوي.
- إلقاء الطوب على اللاعبين وعلى الجماهير المصرية الحاضرة في ملعب المباراة
- الليزر الذي تواجد بكثرة والذي كان يتم تسليطه على لاعبي المنتخب المصري خصوصًا محمد صلاح ومحمد الشناوي وغيرهم من اللاعبين. سواء كان ذلك أثناء المباراة أو أثناء لعب ركلات الترجيح، وهو الأمر الذي أبرزته معم صحف ومجلات العالم الرياضية والمواقع المختلفة.
وقد علمنا أثناء أحداث اللقاء أن الاتحاد المصري ورئيسه الذين كانوا يرافقون منتخب مصر. قد تقدموا باحتجاجات على الأحداث التي جرت. وذلك أثناء المباراة، ولكن هذه الاحتجاجات لم يكن لها أدنى تأثير يذكر فيما تم من مشاغبات ضد لاعبي منتخب مصر. حتى انتهت المبارا بالفوز للأسود السنغاليو وبصعودهم بالفعل لنهائيات كأس العالم في قطر.

مصر والسنغال، وماذا بعد؟
الاتحاد المصري لكرة القدم وأخبار حول رفعه الأمر للفيفا
المثير للضحك بعد أن انتهت بالمباراة وخسر المنتخب المصري، أن الاتحاد المصري أعلن تقدمه بشكوى ضد الاتحاد السنغالي. وذلك أثناء مشاركتهم في الكونجرس الخاص بالفيفا. وقد أعلنوا أن الأمر قد يصل إلى إعادة المباراة إن لم يكن إقصاء منتخب السنغال وتصعيد المنتخب المصري بدلاً منه. الأمر الذي جعل هذه التصريحات مثار سخرية وضحك من الناشطين الرياضيين وخصوصًا هؤلاء الذين لهم قنوات على موقع التواصل الاجتماعي يوتيوب.
فالأمر يبدوا أنه معلن لتهدئة الشارع المصري الذي يطالب بإقالة كارلوس كيروش المدير الفني البرتغالي لمنتخب مصر. حيث يؤمن كل مشجع للكرة في مصر أن هذا الرجل لا يصلح لقيادة منتخب مصر بعنجهيته وبكبريائه وبعدم مرونته التكتيكية وقراءته السيئة للمباريات بالإضافة إلى أفكاره العقيمة في التدريب. وهذا أيضًا ياتي معه مطالبة أعضاء الاتحاد المصري لكرة القدم للرحيل مثلما حدث مع الاتحاد الجزائري الذي رحل بعد أن فشل منتخب السنغال في الصعود إلى نهائيات كأس العالم قطر 2022.
فالأمر الواضح والجلي، هو أنه إذا كان هناك ثمة عقوبة سوف يتخذها الفيفا ضد الاتحاد السنغالي لكرة القدم. فلن تتعدى بأي حال من الأحوال أكثر من غرامة، أو منع الجمهور من الحضور لمباريات المنتخب لعدد من المباريات على الأراضي السنغالية أو حتى كلا الأمرين. أما مسألة إعادة المباراة أو إلغاء فوز منتخب السنغال وإعلان فوز المنتخب المصري في المقابل فهذا يجده معظم إن لم يكن كل المحللين الرياضيين ضربًا من المستحيلات. وأن تصريحات رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم ما هي إلا ضربًا من ضروب الخيال أو تصريحات للإلهاء ولتهدئة الشارع ليس إلا.
هل يبقى كارلوس كيروش مديرًا فنيًا للمنتخب المصري؟
إجابة هذا السؤال لدى الجمهور الكروي العريض في مصر هي أمنيات بان يرحل هذا الفاشل في وجهة نظرهم. ولكن تصريحات مسئولي الاتحاد المصري لكرة القدم محيرة في هذا الأمر. فهم قد صرحوا بأن الأمر موضع للدراسة، وبعضهم يرى أنه لابد من التمسك بالمدير الفني الخبير (على حد قول أحدهم) لبناء منتخب قوي في المستقبل. الأمر الواضح للمتابعين حتى الآن أن النية مبيتة لأن يستمر المدير الفني البرتغالي في موقعه حتى وإن رأت الجماهير عكس ذلك.
ونحن في انتظار ما سوف تسفر عنه الأيام لنعرف القرار الذي سيتم إعلانه لاحقًا في هذا الشأن. وخصوصًا أن المنتخب ليس لديه ارتباطات لمدة طويلة من الوقت في الفترة القادة. اللهم إلا التصفيات المؤهلة لبطولة كأس أمم أفريقيا المقبلة المقرر تنظيمها في كوت ديفوار عام 2023.
إقرأ أيضًا
هل تعاد مباراة مصر والسنغال؟ .. الأحداث والآراء والتحركات كاملة
“كلاكيت رابع مرة” .. نتيجة مباراة مصر والسنغال تؤكد مقالب الأسود المستمرة فى الفراعنة