حسن راتب يواجه تهم كثيرة بدون زاهي حواس .. حسن راتب شخصية لها ملامح ملائكية بريئة يتميز بأسلوبٍ طريٍ وكلماتٍ سخية في المديح والثناء. يكاد الواحد منا يشك في نفسه وهو يقرأ عن لائحة الاتهام الموجهة ضده. فقد كان راتب رجل أعمال خير كما يزعم البعض. وبالفعل، عاش الرجل أيامًا لا حصر لها بالقرب من صناع القرار والساسة ورجال الإعلام. وحتى زاهي حواس الذي نفى علاقته به عند الحديث عن وجود علاقة بينهما في قضية نائب العفاريت؛ خرج يتبرأ منه وينكر علاقته بها.
فهل تورط زاهي حواس معه أم ورطه؟ وما علاقة حسن راتب صاحب الثروة الطائلة بجامعته المرموقة وأنشطته الرأسمالية بالآثار؟ ولماذا فعل ذلك؛ إن كان حقًا قد فعل؟ وما هي الاتهامات الموجهة له؟ وما العقوبة المتوقعة جراء تلك الاتهامات؟
من هو حسن راتب؟

تقلب الزمان وتبدلت الأحوال
حسن راتب رجل أعمال مصري حصل على الدكتوراة في العلوم السياسية من إحدى جامعات كاليفورنيا. وبعدها أصبح الرجل شخصية اقتصادية بامتياز بدءًا من ترؤس وكالة شنكر الدولية للشحن في السعودية وصولًا إلى تبوئه مكانة اقتصادية مرموقة بين رجال الاقتصاد والأعمال في مصر.
أيضًا، نجح راتب في إدارة مشروعات كثيرة تتركز حول التنمية في سيناء مؤخرًا. ومن أبرز تلك المشرواعت مصنع أسمنت وجامعة سيناء في حي المساعيد. سعى حسن راتب إلى العمل السياسي وأصبح نائبًا برلمانيًا قبل ثورة 25 من يناير بفترة. كذلك، عمل حسن راتب على تلطيف الأجواء إبان ثورة يناير واستضاف محمد حسان لإقناع الثوار بالعودة وترك الميدان. وقد استغل الرجل قناته المعروفة باسم المحور لبث رسالة طمأنة وثقة في أي نظام يحكم مصر.
علاقة حسن راتب بعالم المصريات زاهي حواس
بعد توجيه أصابع الاتهام لحسن راتب في القضية المعروفة إعلاميًا بقضية “الآثار الكبرى” وقضية “الجن والعفاريت.” بادر بعض المحللين إلى ربط تورط حسن راتب في قضية الآثار بعلاقته الوطيدة بعالم المصريات زاهي حواس. وعلى الفور، نفى حواس أية علاقة بينه وبين المتهم ووصف ما يقال بحديث الغوغاء. وقد استشهد حواس على براءته بحقائق تعرفها الدولة ومسؤولوها أبرزها أنها أعاد لمصر الكثير من الآثار المنهوبة.
بالإضافة إلى ذلك، حرص زاهي حواس على نفي أية علاقة بينه وبين حسن راتب. وأكد حواس بعدها أن الصورة التي تجمعه به عادية جدًا وما من مشكلة في المصافحة. ودافع حواس عن نفسه مرة أخرى بتأكيده على أنه ليس الوحيد الذي صافح حسن راتب وأن مصر كلها صافحته.
لائحة الاتهام وما يترتب عليها من أحكام
بعد أشهرٍ من الأخذ والرد، أحال رجال التحقيق إلى نيابة جنوب القاهرة الكلية. والتهمة هنا مريبة ومشكلة وتضر بالرجل وتدمر ماضيه ومستقبله. فبعد حديث البعض عن وجود خلفيات أخرى للتهم الموجهة لرجل الأعمال حسن راتب وعلاء حسانين الشهير بنائب الجن والعفاريت و16 متهم آخرين لمحكمة الجنايات، وبعد وجود شبهة خصومة بينه وبين حسانين، أصبحت الأمور كلها بأيدي المحكمة والكلمة الأخيرة الآن للقضاء.
في الحقيقة، وجهت النيابة تهمة خطيرة هي تمويل نائب الجن علاء حسانين وعصابته للتنقيب عن الاثار بقصد الاتجار فيها. ، كما وجهت لعلاء حسانين والمتهمين الآخرين، تهمة التنقيب عن الآثار داخل المحافظات المصرية والاتجار فيها وتهريبها للخارج. وقد استندت النيابة في اتهامها هذا إلى اعترافات النائب البرلماني السابق علاء حسانين. ويعني هذا أن راتب مول الثاني ماديا فى عمليات التنقيب عن الآثار، وأثبتت تحقيقات النيابة وجود تمويل بملايين الجنيهات قدمه حسن راتب لعلاء حسانين وعصابته بقصد التنقيب عن الآثار.
العقوبة المتوقعة
يواجه راتب تهمة تصل عقوبتها، حسب بعض الخبراء القانونيين، إلى السجن المؤبد. فهل فعلًا تثبت المحكمة إدانة الرجل وتصدر حكمها المستحق بحق؟ وهل تشهد جلسات المحاكمة انضمام متهمين جدد لقائمة المتهمين؟ هذا شيءٌ متوقع في القضايا المعقدة كهذه. وفي النهاية تظل عقوبة الزمان حين يدور وتتبدل الأحوال من السعة إلى الضيق ومن الرخاء إلى الشقاء. فماذا فعلت يا راتب حتى يكون هذا مصيرك وحتى تكون تلك خاتمتك؟ أتمنى أن تكون بريئًا قدر براءة ملامحك.
فريد الديب محامٍ قادر على تبرأته
يطمئن الكثيرون إلى إمكانية حصول راتب على براءة بعد إسناد قضيته إلى فريد الديب. ومن المؤكد أن وجود فريد الديب في المشهد يبشر بارتفاع حظوظ راتب في البراءة. وكيف لا وقد تصدى فريد الديب لقضايا أعقد من تلك القضية وأصعب ونجح في الحصول على حكم ببراءة موكليه؟! وإذا كانت الاتهامات الموجهة للرجل غير يقينية وناتجة عن ارتباطه ببعض رموز الدين من أمثال الشيخ الشعراوي أو بسبب علاقته الدبلوماسية مع الإخوان أيام حكمهم، فإن البراءة أقرب إلى راتب من حبل الوريد. فماذا بعد؟ وهل ينجو راتب من المكر أو تثبت إدانته ويعجز الديب عن إخراجه من مأزقه هذا؟ هذا ما سنعلمه عما قريب بإذن الله.
اقرأ أيضًا
سفاح الإسماعيلية .. ما الحكم الأخير الذي صدر بشأنه ؟
حنين حسام ومودة الأدهم: الحكم على الأولى بعشر سنوات والثانية بست سنوات