غاز الفريون: أنواعه، مواصفاته، استخداماته، مخاطره… لا يوجد غاز في الطبيعة اسمه غاز الفريون كما نطلق عليه ونسميه. إنما هذا الاسم هو اسم تجاري بحت لبعض المواد الكيميائية المنتجة/ المصنعة عضويًا. وهي التي يتم تسميتها بمركبات “الكلوروفلوروكربون”. وهي في اللغة الإنجليزية موجودة بنفس الاسم المعرب وبنفس النطق (Chlorofluorocarbon) ويتم اختصار الاسم بالأحرف الثلاثة (CFC). وأيضًا تلك المُركبات التي تسمى بـ “هيدروكلور فلوروكربون” وفي اللغة الإنجليزية هي بنفس النطق في العربية Hydro-chloro-fluorocarbon ويتم اختصارها (HCF). والغاز المسمى بغاز “الفِريون” لابد وأن يدخل في تركيبته في أغلب الأحيان كل من الغازات التالية: الهيدروجين، والكلور، والبروم. هذا بالإضافة بالطبع إلى إدخال عنصر الكربون، وعنصر الفلور.
جدير بالذكر أن مكتشف المركب الغازي المسمى بغاز الفِريون وهو الذي أطلق هذا الاسم (الفريون) عليه. هو العالم والكيميائي والمخترع الأمريكي توماس ميدغلي Thomas Midgley. الذي ولد في 18 مايو 1889 والمتوفي في يوم 2 من نوفمبر 1944.

غاز الفريون: أنواعه، مواصفاته، استخداماته، مخاطره…
الاستخدامات التي يدخل فيها غاز مركب “الفريون”
ونحن صغار، كان دخول الثلاجات إلى بيوتنا أمرًا جديدًا ومدهشًا في فترة السبعينات وفترة الثمانينات. وكانت الوصية الأولى – تلك التي ثبت خطأها بشكل جزئي فيما بعد حين كبرنا وتعلمنا – أن كثرة فتح باب الثلاجة أو ترك بابها مفتوحًا لفترة طويلة. يجعل غاز الفريون الذي يملؤها يهرب منها والثلاجة بعدها لا تعمل أو تقوم بعملها الذي هو تبريد أو تجميد الأطعمة والمشروبات. وكانت المعلومة التي تعلمناها من هذا التحذير من قبل أن نتعلم أو ندرس هذا في المدارس وفي المواد الدراسية. أن غاز الفريون هو الغاز الذي يتسبب في جعل الأشياء باردة أو مجمدة في داخل الثلاجة. وقد كنا صغارًا نظن أن الشبورة، أو بخار الماء البارد الذي نراه في لونه الأبيض حين نفتح باب الثلاجة هو غاز الفريون وكنا نسرع بغلق باب الثلاجة قبل خروجه منها بالطبع.
وحين كبرنا، عرفنا أن بالفعل أهم استخدام لغاز الفريون هو في أجهزة التبريد والتكييف. تلك الأجهزة التي نراها في المنازل لتبريد الهواء في الصيف. وفي السيارات والقطارات وكافة وسائل النقل أو أماكن العمل بكل أشكالها. كما أنها توجد في جميع أنواع المبردات والثلاجات fridges التي تحافظ على المشروبات والأطعمة المختلفة. سواء في درجات حرارة منخفضة (تبريد) أو أقل من درجة الصفر (التجميد) لمدد طويلة أو متوسطة أو قصيرة حسبما نختار أو نحتاج. كما علمنا أن غاز الفريون يوجد في وحداته الخاصة داخل هذه الأجهزة ولا يتأثر بغلق أو بفتح الثلاجة كثيرًا أو قليلاً إنما يتأثر لو تم تفريغه من وحداته الخاصة (المواسير) عند ثقبها فتقوم بالتسريب ليس إلا.
ومن الاستخدامات الأخرى لغاز الفريون (الأنواع الآمن منه): أن هذا الغاز المركب يدخل في بعض من الصناعات الخاصة بإنتاج مزيلات العرق والعطور. ويدخل أيضًا في إنتاج مواد التعقيم وتعقيم بعض الأدوات.
الصفات الخاصة بالغاز المركب المسمى بغاز الفريون
غاز الفريون هو واحد من أنواع الغازات التي لا تقبل الاشتعال. كما أنه غاز بلا لون مثلما نقول عن الماء فإنه عديم اللون. وفي الغالب أيضًا أن يكون غاز الفريون بلا رائحة تقريبًا. إلا أن بعض الأنواع منه يكون لها رائحة مثل تلك الرائحة التي لغاز الإيثر Ether. وهو يشبه الغاز الطبيعي (غاز البوتاجاز) من حيث أنه يمكن القيام بإسالته وضغطه وتعبئته في أنابيب وعبوات بأحجام مختلفة (تمامًا مثلما نفعل مع الغاز الطبيعي). كما أنه يحتفظ بحالته كغاز وليس كسائل في درجة الحرارة العادية للغرفة.

غاز الفريون: أنواعه، مواصفاته، استخداماته، مخاطره…
ومن المواصفات الأخرى لمركب غاز الفريون أنه 4 أضعاف أثقل من الهواء. كما أنه مثل الماء في حالة التسريب من الأوعية التي يتم حفظه فيها، حيث يسيل على الأرض بشكل مباشر لأنه كما سبق وقلنا أثقل من أن يحمله الهواء كثيرًا لأعلى.
مركب غاز الفِريون ومخاطره على البيئة وعلى الإنسان والحيوان
عندما بدأ الحديث في أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات عن ثقب الآوزون والمخاطر البيئية التي يتسبب فيها. كان من ضمن أسباب تكونه تلك المواد الكيميائية التي تحتوي في تركيبها على عنصر الكلور. وهو العنصر المتوفر في تركيب غاز الفريون الذي كان استخدامه يزداد بكثرة شديدة. سواء في الاستخدامات المنزلية في المبردات/ الثلاجات، وأجهزة التكييف في المنازل والمكاتب والمطاعم والشركات. والسيارات ووسائل النقل المختلفة في السيارات والقطارات والسفن وفي عربات وحاويات نقل الأطعمة والمشروبات سواء لمسافات قصيرة أو مسافات طويلة، أو أي من الاستخدامات المختلفة الأخرى في الطائرات وخلافه.
فقد تم الاكتشاف أن عنصر الكلور، وغاز الفريون الذي يحتويه لهم الأثر الشديد على البيئة ومن العوامل المتسببة في إحداث ثقب الأوزون الشهير. وفي إحداث التلف الكبير الذي تم حدوثه في طبقة الأوزون. مما أدى إلى مخاطر كبيرة على البيئة وعلى صحة الإنسان بالتالي. حيث زادت درجات الحراراة، وازداد التصحر (تحويل الأراضي الزراعية إلى أراضي صحراوية بسبب الجفاف). وهذا ما جعل “اتفاقية/ بروتوكول مونتريال Montreal Protocol” تنص على خفض إنتاج المواد الضارة بطبقة الأوزون والتخلص منها بشكل تدريجي. ومن هذه المواد، غاز الفريون الذي يستخدم في إنتاجه مادة الكلور. وقد تم اعتبار هذا البروتوكول ناجحًا حيث ساهمت قراراته بالفعل في تخفيض نسبة تركيز الغازات التي تؤثر بالسلب وتدمر طبقات الغلاف الجوي وأهمها طبقة الأوزون.
من الجدير بالذكر أن طبقة الأوزون تقوم بمنع الأشعة فوق البنفسجية الضارة للإنسان وللحيوان على حد سواء. فهذه الأشعة إذا لم يتم منعها وتعرض لها أي إنسان أو حيوان سوف يصاب بمرض “سرطان الجلد” المميت. هذا بالطبع، بخلاف المخاطر البيئية الأخرى من ارتفاع درجة الحرارة وزيادة التصحر… إلخ. من المخاطر الأخرى التي تتسبب نتيجة تآكل ودمار طبقة الأوزون.

غاز الفريون: أنواعه، مواصفاته، استخداماته، مخاطره…
ومن مخاطر غاز الفِريون نفسه بشكل مباشر عند تعرض الإنسان له:
- بعض الدراسات أثبتت أن التعرض لغاز الفريون من قبل العاملين في صيانة وإصلاح أجهزة التكييف والتبريد قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط دم الإنسان من ناحية. وإلى حدوث عدم انتظام في ضربات القلب لديه من ناحية أخرى.
- كما أن تعرض جلد الإنسان لأي تلامس مع الغاز يتسبب في حروق بسيطة في البداية. وإذا لم يهتم المرء بعلاج هذه الحروق لأكثر من يومين يتسبب هذا في أن تتحول هذه الحروق من بسيطة/ سطحية إلى حروق عميقة. لذلك فإن العلاج الفوري والأساسي عند الإصابة يكون بقص جلد المنطقة التي تم إصابتها من الجسم على الفور. مع زرع جلد بديل للجلد المصاب والذي تم استئصاله.
- يحدث أن يعتاد بعض الأشخاص على استنشاق غاز الفريون بما يعرف بالـ “تعاطي” لغاز الفريون.
ويتم تعرف الشخص الذي يتعاطى غاز الفريون بعلامات تشبه كثيرًا علامات التعاطي الأخرى للمواد المخدرة. مثل: العيون التي تملؤها الدموع، عدم القدرة على الكلام بشكل واضح، وجود رائحة لمواد كيماوية يشمها البعض تخرج من فم أو من ملابس المتعاطي للفريون، الفقدان المفاجئ للوزن…إلخ. من الأعراض. والاستمرار في التعرض لغاز الفريون وتعاطيه يؤدي إلى أمراض ومضاعفات مثل: أمراش الرئة وتلفها، أمراض الدماغ، مرض الذهان، عدم الانتظام في ضربات القلب والضغط… إلخ.
الأنواع الموجودة من غاز الفريون CFC ومركباته، ومدى تأثير كل مركب على البيئة
يوجد عدد 4 أنواع معروفة ومشهورة من غاز الفِريون، CFC، سوف نسردها ونقدمها كالتالي:
-
غاز الفريون المسمى بـ (R 11): وهو الاختصار للمسمى العلمي Tri-chloro-mono-fluoro-methane وباللغة العربية يسمى ثلاثي كلورو أحادي الفلورو ميثان.
ويعتبر هذا النوع من أنواع غاز الفِريون الأخطر على الإطلاق من حيث تأثيره السلبي على البيئة وعلى طبقات الغلاف الجوي. حيث أن هذا النوع من غاز الفِريون يقوم بتفكيك الجزيئات المكونة لطبقة الأوزون ويعمل على تدميرها. نظرًا لأن في مكوناته 3 ذرات من عنصر أو مادة الكلور. وهي التي تقوم بتدمير طبقات الغلاف الجوي حال تصاعدها.
وهذا النوع للأسف هو الذي يستخدم بكثرة في الثلاجات والمبردات وأجهزة التكييف. لذلك كان لابد من البحث عن بديل أو بدائل عنه لحماية البيئة.

غاز الفريون: أنواعه، مواصفاته، استخداماته، مخاطره…
-
غاز الفريون المسمى بـ (R 22): وهو اختصار للمسمى العلمي للغاز، (Chlorodiofluoromethane) وباللغة العربية ينطق كلورو ثنائي فلورو ميثان.
وهو نوع من غاز الفِريون المخصص استخدامه لأجهزة المكيفات Air-conditioners التي تتواجد في البيوت والأماكن التجارية ذات المساحة الكبيرة. كما يتم استخدامها أيضًا في بعض من وسائل النقل، والوسائل الخاصة بخدمات نقل الأغذية وحفظها وتخزينها ومعالجتها. وأيضًا في ماكينات صنع الثلج، وفي أجهزة وآلات التبريد التي تعدل الحرارة إلى مستويات منخفضة و/ أو متوسطة.
-
غاز الفريون المسمى بـ (R 410 A)
وهذا النوع من أنواع غاز الفِريون هو الذي يتم إنتاجه بدلاً من نوع غاز الفِريون المسمى (R22). وذلك لأن نوع غاز الفِريون (R22) تم إيقاف ومنع استخدامه في كل دول العالم تقريبًا. وذلك بسبب أنه أكثر أنواع غاز الفريون تأثيرًا سلبيًا ومدمرًا لطبقة الأوزون وطبقات الغلاف الجوي.
-
وأخيرًا، غاز الفِريون المسمى بـ (R 134 A) اختصارًا
وهو الذي اسمه Tetra-fluoro-ethane أي رباعي فلورو إيثان. وهو النوع الخاص بمكيفات السيارات على وجه الخصوص.
ومن أجل المحافظة على البيئة، وحماية الإنسان من الآثار الضارة لمركبات غاز الفِريون المختلفة كان لابد من البحث عن بدائل أخرى لاستخدامات الإنسان. بدائل تحل محل غا الفريون الضار وتعمل عمله في فائدة البشر.
ومن هذه البدائل التي توصل لها الإنسان لكي تحل محل هذا المركب الخطر والضار:
تم إنتاج نوع جديد من المركبات الكيميائية لغاز الفِريون تحت مسمى (فريوت R 123). وهو الذي يتم استخدامه في أجهزة التبريد والتكييف صديقة البيئة كبديل عن (فريون R 11). وينتشر هذا النوع من الأجهزة انتشارًا واسعًا في الدولة التي وقعت على “بروتوكول مونتريال”. وذلك للحد من مخاطر تآكل طبقة الأوزون.
وختامًا،،،
أتمنى أن يكون هذا المقال قد حقق فائدته بالتعريف بمركب غاز الفِريون، صفاته، استخداماته، وأضراره على الإنسان وعلى البيئة. وإلى لقاء آخر في مقالٍ تعليميٍ جديدٍ على موقع “الأمنيات برس”. لكم مني عظيم التحية أعزائي قراء ومتابعي الموقع.
الكاتب/ أسامة الأديب
استشاري تعليم وتنمية
إقرأ أيضاً
حلول تغير المناخ العالمي والاحتباس الحرارى
5 حقائق تقول بأن الإحتباس الحراري مجرد خدعة