يبحث بعض الأشخاص حول العالم عن علاج مرض السُل، خاصة وأن أي تقصير أو إهمال معه قد يُسبب الموت، حيث إن 50% من المرضى بالسُل يتعرضون للموت، بسبب تهاونهم وعدم الانتظام في تناول العلاج.
ما هو تعريف مرض السُل؟
هناك عدة مُسميات لهذا المرض اللعين مثل مرض التدرن أو الدرن، وبالإنجليزية يأخذ رمز TB، فهو مرض قاتل ينتقل بين الأشخاص من خلال عدوى فطرية سُلية، منتشرة في الهواء مثل تناثر رذاذ شخص مريض بالسُل قام بالسعال أو العطس، فيستهدف الرئة أو الجهاز التنفسي.
هل مرض السُل قاتل؟
مرض الدرن أو السُل له تاريخ سيئ مع المرضى، فهو مرض رئوي منتشر في الدول الفقيرة والنامية، تم تصنيفه من خلال “منظمة الصحة العالمية”، كواحد من أهم 10 أسباب مؤدية للموت بالعالم، فقد تسبب السُل في قتل ما يُقرب من مليون ونصف مريض في عام 2020، إلا أنه بالنهاية مرض يمكن السيطرة عليه وعلاجه بالوسائل العلاجية الحديثة.
أنواع مرض السُل
هناك ثلاثة أنواع من التدرن الرئوي وهم:
- مرض السُل الكامن
جرثومة السُل عند تسللها للجسم، تصبح مخفية لفترة طويلة، وتبقى كامنة وهادئة حتى يضعف الجهاز المناعي، فتستغل الفرصة وتستفحل وتصبح جرثومة نشطة، تهاجم الخلايا والأنسجة والأعضاء,
- مرض السُل النشط
في هذه الحالة تصبح الجرثومة داخل الجسم خطيرة وقاتلة، ولا بد من ردعها بكل الطرق العلاجية الدوائية والعشبية، حيث إن الجهاز المناعي في هذه الحالة له دور كبير في مكافحة تلك الجرثومة.
- مرض السُل المقاوم
هذا النوع يتطلب منك تناول المضادات الحيوية الأكثر فعالية في مكافحة جرثومة السُل، فدائماً ما ينصح الأطباء بضرورة تناول العقاقير الطبية، في مرحلة الجرثومة الكامنة، قبل أن تتحول إلى نشطة، حتى لا يصبح السُل مقاوم للأدوية ومن الصعب علاجه.
أعراض مرض السُل
في حالة كانت الجرثومة كامنة لا تظهر أعراض واضحة على المريض، لكن في حالة الجرثومة النشطة فهناك أعراض نستشف منها على وجود جرثومة الدرن في الجسم وهي:
- ارتفاع درجة حرارة الجسم بشكل كبير.
- عدم الرغبة في تناول الطعام وفقدان الشهية.
- الشعور بالتعب والإجهاد وفقدان الطاقة.
- القيام بالسعال بشكل مستمر ومتزايد.
- خسارة الوزن بشكل ملحوظ وبدون سبب منطقي.
- تعرق الشديد خاصة بفترات الليل.
- اختناق وصعوبة في التنفس.
- خروج بلغم به دماء مع السعال.
- وجود تورم في المفاصل مع الشعور بالألم.
- الشعور بـ تيبس في الرقبة.
- صداع مزمن خاصة في حالة التهاب السحايا السلية.
- خلل في الغدد الليمفاوية وخروج صديد منها.
ما هي عوامل خطورة الإصابة بالسُل؟
هناك أشخاص عند إصابتهم بالسُل تكون نسبة الخطورة مُضاعفة عن الآخرين وهم:
- المريض بداء السكري.
- مرضى السرطان الخاضعين للعلاجات الكيماوية.
- أشخاص تعرضوا للاحتكاك مع مريض بالسُل لفترة طويلة.
- العاملين بـ مآوي وملاجئ المتشردين أو السجون والأماكن المُغلقة.
- الحاملين لفيروس الإيدز أو مُصابين بأمراض نقص المناعة الذاتية.
- المترددين بشكل دائم نحو دول منتشر فيها مرض السُل.. مثل الصين والهند وشرق آسيا.
- المُصابين بالصدفية أو الروماتيزم ويخضعوا لعقاقير خاصة بعلاجها.
- أي شخص تعرض لعملية جراحية أو عملية زرع عضو مماثل.
- الأشخاص الذين يتناولون أدوية تُضعف المناعة وتثبطها.
أسباب مرض السُل
قبل أن نعرف علاج مرض السُل، علينا أن نعرف ماهيته وسبب وجوده بالجسم حتى نختار العلاج المناسب والفعال، فهناك أسباب كثيرة للإصابة منها:
- التعامل مع شخص مريض بالسُل بشكل دائم، بدون إجراءات احترازية مثل ارتداء كمامة أو غسل اليدين باستمرار وما شابه، وانتقال العدوى من المُصاب للشخص السليم.
- الإصابة بمرض يُضعف الجهاز المناعي مثل الإيدز أو العوز المناعي والحساسية.
- فقر الدم والأنيميا لهم دور كبير في الإصابة بجرثومة السُل.
- تشرد الشخص المُصاب بين الشوارع والملاجئ بدون رعاية ذاتية أو تدابير وقائية.
- تناول أطعمة فقيرة بالقيم الغذائية مثل الوجبات السريعة والأطعمة الحريفة والمفرزة.
- تعاطي المواد المخدرة من خلال الحقن الملوثة بالفيروسات.
- الخضوع للعلاجات الكيماوية أو الكورتيكوستيرويد لمدة طويلة.
- ممارسة عادات خاطئة مثل معاقرة الخمور وشرب التبغ وتدخين السجائر.
مضاعفات مرض السُل
في حالة عدم الاكتراث لهذا المرض الفتاك، والامتثال للعلاج بشكل منتظم فقد تتفاقم الحالة إلى:
- حدوث التهابات حادة وتلف في المفاصل.
- اضطرابات شديدة في عضلة القلب.
- خلل في وظائف الكلى والكبد.
- ألم في الظهر والعمود الفقري.
- التهابات السحايا السلي.
- الجدار الغشائي الذي يحمي الدماغ يتورم.
- الموت.
علاج مرض السُل بالأدوية الطبية
- بعام 2020 تعرض حوالي 9.9 مليون شخص للإصابة بالسُل حول العالم، منهم 5.5 مليون رجل، 3.3 مليون سيدة، 1.1 مليون طفل، ومات منهم حوالي مليون ونصف شخص.
- رغم ذلك مرض السُل له علاج فعال ويمكن الوقاية منه، وحالات الإصابة تتناقص بكل عام عن العام الذي يسبقه، خاصة إذا تم السيطرة على جرثومة الدرن وهي كامنة قبل أن تنشط.
إدارة الغذاء والدواء في أمريكا تعتمد على 10 أنواع من المضادات الحيوية اليوم في مكافحة وعلاج مرض السُل، من بين تلك العقاقير
- ريفامبين.
- بيرازيناميد.
- ريفامبيسين.
- أيزونيازيد.
- إيثامبيوتول.
استخدام علاج واحد من تلك العقاقير، يُساهم بنسبة كبيرة في القضاء على السُل الكامن، خاصة إذا تم الانتظام عليه لمدة تتراوح من 6 حتى 9 أشهر.
أما في حالات الجرثومة النشطة، يُفضل تناول أكثر من مضاد حيوي تحت إشراف الطبيب المعالج، حتى يتم تقليص طاقة الجرثومة والقضاء عليها بسهولة.
هناك علاج للتدرن الرئوي تم العمل عليه منذ عام 2010، عبارة عن خليط من مجموعة مضادات حيوية وهم:
- الريفامبيسين.
- بيرازيناميد.
- أيزونيازيد.
- إيثامبيوتول.
إذ يتم تناول الأربعة معاً في أول شهرين من العلاج، أما في الأربعة أشهر المتبقية يتم الاقتصار على نوعين فقط وهما أيزونيازيد مع الريفامبيسين.
علاج السُل باللقاح
هو ليس علاج للمرض، بل يعتبر أسلوب وقائي حيث يتم استخدام “لقاح BCG” بجميع دول العالم، منذ حوالي 80 عام تقريباً.
يتم تطعيم الأطفال بهذا اللقاح في سن متقدم، من خلال حقن تحت الجلد وخاصة طبقة الأدمة، فتركيبة اللقاح تعتمد على نوع من الفطر البقري اسمه بالإنجليزية Mycobacterium bovis.
هذا اللقاح يحمي من جرثومة السل وتطور الحالة نحو التهاب السحايا السلي والإصابة بالسل الدخني.
علاج مرض السُل بالأعشاب
المشروبات العُشبية لها دور كبير في التقليل من أعراض مرض الدرن، وتناولها مع العلاجات الدوائية يزيد من الامتثال للعلاج بشكل جيد ومن أهم العلاجات العشبية للسُل:
- شرب كوبين من “الشاي الأخضر”، يساعد في تعزيز كفاءة الجهاز المناعي، بسبب محتواه الزاخر بمضادات الأكسدة، كما أنه غني بمركب البوليفينول الفعال في مكافحة جرثومة السُل.
- مغلي “النعناع الأخضر” له دور كبير في مقاومة الدرن، خاصة عند خلطه مع الشعير والعسل الأبيض، وشرب ثلاثة أكواب منه يومياً.
- كوب من مُغلي “الزنجبيل” المُغذي، يحتوي على مركب نشط صحي اسمه الجينجيرول، هذا المركب قادر على علاج الالتهابات ومضاد لأكسدة الجسم، ويسيطر بشكل إيجابي على جرثومة السُل النشطة.
- قم بعمل وصفة علاجية من “الفلفل الأسود”، حيث يتم خلط القليل من الفلفل الأسود مع صمغ نبات الحلتيت الهندي، مع ملعقة كبيرة من الزبد الطبيعي، ويتم تناول ملعقة صغيرة من هذه الوصفة كل 5 ساعات على مدار اليوم.
- عصير “الألوفيرا” المُستخلص من نبات الصبار الصحي، حيث يحتوي على مضادات أكسدة وعناصر طبيعية وأحماض أمينية، تتحد جميعاً في ردع جرثومة السُل المستفحلة حتى في حالة تحولها من جرثومة خفية لنشطة.
- قم ببلع فص من “الثوم الطازج” على الريق، فقد تحدثت عن فوائد الثوم في مقال سابقاً يمكنك مراجعته من هنا، فالثوم باختصار هو مضاد حيوي طبيعي رادع لكل أنواع البكتيريا والفيروسات بالجسم، كما أنه يحتوي على مركب الأليسين المحارب لجرثومة السُل بشكل فعال.
الوقاية من مرض السُل
تكمن مشكلة مرض السُل في أن حوالي 90% من المُصابين، لا تظهر لديهم أعراض بسبب أن جرثومة السُل مخفية بالجسم، لذا فالحل الأمثل لمكافحة هذا المرض الغامض، هو إتباع بعض السلوكيات الوقائية التي تحميك من تحول الجرثومة من مخفية إلى نشطة في حالة العدوى ومن أهمها:
- اجعل غرف منزلك دائماً بها تهوية جيدة، من خلال فتح النوافذ والسماح لأشعة الشمس بالتغلغل والتوغل بداخلها.
- عند العطس أو السعال، قم بتغطية فمك بمنديل ورقي.
- لا بد من التطعيم باللقاح BCG، خاصة للأطفال في سن صغير.
- التدابير الاحترازية من خلال ارتداء الكمامة، في الأماكن المزدحمة والمعروف بكثرة عدوى السُل بها.
- الإقلاع عن التدخين ومعاقرة الخمور والمشروبات الكحولية والغازية.
- تناول أطعمة صحية مُشبعة بالقيم الغذائية والفيتامينات مثل الفواكه والخضروات واللحوم والأسماك.
- لا تحتك بأي شخص مُصاب أو تظهر عليه أعراض الدرن المتعارف عليها.
- ابلع الثوم على الريق بشكل يومي، واعتمد في يومك على المشروبات العشبية مثل الشاي الأخضر.
بالنهاية نكون قد جمعنا كل المعلومات عن علاج مرض السُل بالأدوية الطبية والوصفات العشبية، بجانب الحديث عن أعراض وأسباب ومضاعفات مرض الدرن، وطرق الوقاية منه، داعين الله عز وجل أن يتغمدنا برحمته ويشفي كل مريض بهذه الجرثومة القاتلة.
المصادر/ ويب طب ، ويكيبيديا ، منظمة الصحة العالمية ، زيادة ، سطور
إقرأ أيضاً:
ما هي متلازمة الأمعاء المتسربة
أعراض وأسباب مرض الاعتلال العصبي ، وعلاجه بالأعشاب