هل التحدث مع الذات مرض نفسي .. هل جلست يوما تحدث نفسك فهناك احد الكبار قائلا “لا تفعل هذا ستجن
وهل حدثت نفسك في مكان عام أوجدت الجميع ينظر إليك وكأنك مجذوب.
هل التحدث مع الذات مرض نفسي
هل رأيت أحدا يحدث نفسه بصوت واضح وأم تهرب منه خوفا لأنك شككت بل أيقنت أنه فاقد العقل… حتما حدث معك كل هذا أو على الأقل أحدها ،لكن حديثنا مع أنفسنا ومخاطبتنا لذاتنا ليس جنونا ولا مرضا نفسيا ولا فقدان عقل بل هو سلوك طبيعي صحي سيجعلك أفضل… حتما تراني الان مجنونا، لكن هذه هي الحقيقة يا صديقي.
إنك عندما تنشئ حوار بينك وبين نفسك وتتصارح مع ذاتك ستكون بهذا قد خطوت أولى خطواتك نحو معرفة نفسك، معرفة النفس الذي دعا إليه كل الفلاسفة من قديم الزمان حتى قال أحدهم “من عرف نفسه فقد عرف ربه”.
فبغض النظر عن المقولة وما أثارت من جدال بالفعل لو لم تعرف نفسك وتتصالح مع ذاتك لن تستطيع أن تعرف نعم الله عليك
ولا معجزة خلقه لك، كما أنه من فوائد الحديث مع النفس أنك ستعرف تحجمها وتجعلها لا تتبع الهوى بل العقل، فمبحاسبتك
لنفسك وتوجيه الكلام لذاتك وحرص على تربية النفس فهي “أمارة بالسوء” ستكون بهذا تسير على درب الصالحين
فلقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يحاسب نفسه كل ليلة، بل وفي النهار أيضا..
أمثلة من حياة الصحابة
فيوما ما سأل رجل عن مسألة ولم يعرفها عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال للرجل :لا أعرف، ثم أمسك عمر بن الخطاب رضي الله عنه بيد نفسه وقبلها وقال” رحم الله عمر سأل عما لا يعرف فقال لا أعرف”. و بإدارة حديث بينك وبين نفسك ستلمس مواطن الضعف والقوة وتعمل على تطوير ذاتك والتخلص من جوانب الضعف والسلبية، كما أنك عندما تحقق نجاحا أو تعمل خيرا لأحد وتشكر نفسك أو توجه لنفسك كلاما إيجابيا لن تكون مجنونا بل ستكون داعما لنفسك.
ولقد قال أحد الفلاسفة” أن كان من يكلم نفسه مجنونا فأنا أول المجانين” كما أنك عندما تكلم نفسك تشعر بالراحة
أن كان هناك ضيقا بصدرك وتشعر بالسعادة لأنك تحدثت… كما أن الحديث مع النفس يجعلك تنشغل عن الآخرين ويجعل
داخلك عامرا بالسلام فأنت لا تقهر ذاتك ولا تحملها ما لا طاقة لها به ولا تحمل غضبا بداخلك ولا تكبت مشاعرك بل كل
شيء عندك يدار بحديث صاف مع النفس تراجع فيه نفسك وأخطائها وتشعر لمواطن قوتك وتشجع نفسك وتقدرها….
لذا امنح نفسك وقتا.. وقتا لذاتك تتحدث فيه بكل راحة وتتأمل كل شيء حتى تظبط “روزنامة” حياتك…
اقرأ أيضًا
تأثير التفكير السلبي على الصحة النفسية
مرض التسرع والاندفاع والتهور هل هو حقيقي؟