عمرو علي قالوا عنه” امتداد للعراب” صاحب الأسلوب الراقي والكلمات البديعة. رواية “ناجيني” أولى رواياته، والتي أعلنت عن مولد موهبة حقيقية فريدة من نوعها!
معنا في لقاء الأمنيات الكاتب المتميز “عمرو علي”
مرحبا بك معنا.
س: هل يمكن أن تخبرنا بنبذة مختصرة عنك؟
اسمي عمرو محمود علي، السن 29 عامًا من القاهرة (مصر) لأب مصري وأم سودانية.
س: ما هي مواهبك؟
الكتابة، والغناء، وتقليد الأصوات
اكتشاف الموهبة
س: متى اكتشفت قدراتك الإبداعية في الكتابة؟ وكيف تم ذلك؟
جاءت بداياتي مع الكتابة عندما كتبت رثاء لأمي (رحمها الله) آنذاك كان عمري عشر سنوات. لم يكن جيدًا بما يكفي، وذلك لأنني كنت صغيرًا. لكنه يعتبر بادرة جيدة نظرًا لصغر سني. ولكن كل من قرأ هذا الرثاء أجمع على أنني لو طورت من ذاتي وقرأت كثيرًا فسوف أكون كاتب جيد في يوم من الأيام.
س: متى بدأت الكتابة ككاتب متمكن وله أدواته؟
عام 2019
س: من قدم لك الدعم للدخول إلى عالم الكتابة والاستمرار فيه؟
هناك الكثير من الأشخاص قدموا لي الدعم كي استمر وتحمسوا لكتاباتي. لكن الدعم الجاد حصلت عليه من كاتبات أمثال الدكتورة جهاد جودة، والأستاذة ماجدة البغدادي، والأستاذ محمد أحمد، والأستاذة مروة أمين. بالنسبة لي كان الداعم الأكبر في البداية هي كتابات الدكتور أحمد خالد توفيق. فمن خلال قراءة أعماله الأدبية القيمة كنت أشعر بتناقل للخبرة وتعلمت الكثير منه.
الكاتب المفضل
س: من هو كاتبك المفضل وسبب اختيارك له؟
ذكرت سابقًا أنني تعلمت الكثير من دكتور أحمد خالد توفيق، لذلك فبالتأكيد كاتبي المفضل هو العراب، لقد طلب أن يكتبوا على قبره الأ وهو: “جعل الشباب يقرأون” وها نحن علي العهد.. لقد أحببته كثيرًا ولكن لم يحالفني الحظ لمقابلته شخصيًا.
معايير النجاح
س: ما هي المعايير الأساسية لنجاح أي كاتب؟
المعايير الأساسية تغيرت في هذا العصر وللأسف الموهبة لا تعد شرطا أساسيا للنشر! بل أصبحت بعدد المتابعين على صفحات التواصل الاجتماعي “الفولورز” دور النشر الكبيرة تقوم بنشر الأعمال للروائيين الذين يملكون عددا كبيرا من المتابعين، ودور النشر الصغيرة أو حديثة النشأة تقوم بنشر الأعمال “بنظام المناصفة” أي أن الكاتب يقوم بدفع نصف التكلفة مقابل نشر عمله الفني وهناك دور تحمل الكاتب التكلفة برمتها وبين هذا وذاك تاهت العديد من المواهب وتملكهم اليأس وهناك من توقف عن الكتابة بسبب هذا الإحباط.
س: برأيك ما هو معيار نجاح الكاتب في هذا العصر؟
إذا افترضنا جدلا وجود كاتب تم بيع ألف نسخة من روايته مع إجماع القراء على سوء هذه الرواية. ووجود كاتب آخر تم بيع 50 نسخة من روايته. لكن الخمسين قارئ أجمعوا على جمال أسلوب الكاتب وأن الرواية جيدة وتستحق القراءة والاقتناء. إذن برأيك من هو الكاتب الأنجح؟ صاحب المبيعات الأكثر أم صاحب الريفيوهات الأجمل!
بالطبع صاحب الريفيوهات فلا معنى للمبيعات الكثيرة مع سوء العمل المقدم.
أدوات الكتابة
س: ما هي أدوات الكتابة؟ وكيف يتمكن الكاتب من استخدامها ؟
أدوات الكتاب هي:_ تحديد الفكرة _ ترتيب العناصر _ إيجاد مقدمة وخاتمة للرواية وبالطبع عدم الإخلال بالحبكة.
فمن المفترض أن يكون الكاتب في المقام الأول قارئ جيد، ووفقا لاختياراته وذوقه في القراءة واختياراته للأدباء ممن قرأ لهم، فسوف يتمكن من استخدام أدوات الكتابة بشكل صحيح.
س: كيف يفصل الكاتب بين حبه واندماجه مع كاتب وتأثره به وبين هويته في الكتابة؟
بالقراءة لأكثر من شخص ففي بدايتي كنت أقرأ “للعراب” كثيرا فوجدت كتاباتي تشبه كتاباته كثيرا فقمت بالقراءة لكتاب آخرين فتنوعت كتاباتي وأصبح لي أسلوب متفرد في الكتابة.
معرض القاهرة للكتاب هذا العام
س: ما هو رأيك في معرض الكتاب هذا العام؟
رأيي في المعرض “لا تعليق”
س:هل تأجيل المعرض وتغيير موعده المعتاد في يناير كان له أثر سلبي على الكتاب أم حدث العكس؟
التأجيل كان له أثر سلبي وهو زيادة عدد الإصدارات لدور النشر وهذا جعل بعض الدور لا تهتم بالإعلان عن جميع الروايات المنشورة من خلالهم، معظم الدور فتحت باب النشر من جديد وقامت بزيادة عدد إصداراتها وهذا ظلم كبير وقع على الروائيين للأسف.
س: برأيك ما هو الأفضل بالنسبة لأي كاتب جديد في المجال(مبتدئ) هل يتجه للنشر الإلكتروني على إحدى المنصات الإلكترونية أم يتجه للنشر الورقي؟
الأفضل أن يقوم الكاتب المبتدئ بالنشر إلكترونيا ويقرأ كثيرا ويتمرن إلى أن يصل للخبرة الكافية التي تجعله ينشر عملًا ورقيا، وخاصة أنني قرأت أكثر من رواية ورقية لكتاب لا يستحقون النشر ولكنهم قاموا بالنشر بمقابل مادي! وهذا إما بسبب انعدام الخبرة أو التعجل بالنشر.
الكتاب الشباب
س: هل حصل الكتاب الشباب على الفرصة التي يستحقونها لإبراز موهبتهم الحقيقية؟
مع الأسف لم يحصل الكتاب الشباب على الفرصة الحقيقة. والسبب في هذا هو أن الوسط الأدبي كثرت به المجاملات. بمعنى من يقوم بشراء روايتي يحين دوري فأقوم بشراء روايته وهكذا… انعدام الذوق العام وانعدام الوعي الفكري جعل أشخاص مشهورين جدا رغم افتقارهم للموهبة الحقيقية . كما ضاعت الكثير من المواهب الحقيقة رغم أنهم أقوى فنيًا. وكل هذا بسبب المجاملات!.
س: ما هو السبب وراء تهافت دور النشر الكبيرة وراء أعمال مشاهير السوشيال ميديا حتى لو كانت ضعيفة؟
نسبة المبيعات طبعًا، الناشر أصبح شغله الشاغل هو جمع المال، أما بالنسبة للوسط الأدبي، فمع الأسف أصبح الوسط اللا أدبي.
س: ما هو رأيك في الأعمال المقدمة في معرض الكتاب هذا العام ومن كان مفاجأة المعرض؟
لن أستطيع الحكم على جميع الأعمال المقدمة وذلك بسبب كثرتها، ولكن يمكنني القول بأنني راضي عن بعض الروايات التي قررت اقتنائها وقراءتها.
س: برأيك هل العدد الكبير المقدم هذا العام أدي لتشوش القراء وأضاع الفرصة على أعمال تستحق؟
القارئ في العموم يقوم بشراء الكتب لكتاب بعينهم يثق في أقلامهم. وهذا قد يكون سببا كبيرا في إحباط الروائيين الجدد. خصوصا مع عدم الدعاية لهم فالقارئ لا يرغب في المغامرة وشراء روايات لكتاب جدد غير معروفين.
النشر الإلكتروني
س: هل يمكن أن يحل النشر الإلكتروني محل النشر الورقي مستقبليا؟
النشر الإلكتروني لا يستهان به، فرواد السوشيال ميديا بالملايين، وأتذكر جيدا أول عمل قدمته للنشر إلكترونيا على الرغم من كونه مجرد رواية “بالعامية” إلا أنها تخطت حاجز الربع مليون مشاهدة(٢٥٠)ألفا.
س: ما الذي ألهمك لكتابة رواية ناجيني؟
لأني أحب البحث والدراسة في مقارنة الأديان ودراسة الإسرائيليات ولهذا السبب معظم قراءاتي في التلمود والأساطير اليهودية ومن هنا بدأت في كتابة رواية “ناجيني”.
س: لماذا اخترت هذا الاسم ” ناجيني” عنوانا للرواية؟
لسبب واحد بداخل الرواية.
س: هل النشر الإلكتروني يحقق الصدى المتوقع فور إصدار رواية أو قصة الكترونيا؟
وفقا للموقع الذي تقوم بالنشر فيه، وطبعا هناك “قنوات التليجرام” يمكن النشر من خلالها والمشاهدات قد تصل للملايين لذلك يمكن أن تؤدي الغرض.
الأعمال المنشورة
س: ما هي أعمالك المنشورة؟
رواية “ناجيني” صدرت هذا العام مع دار نبوغ للنشر والتوزيع
وقصة قصيرة في كتاب مجمع بعنوان “أونجمار” صدرت عن موقع أسرار الروايات للنشر.
س: هل الروائيين الحاليين قدموا شيئًا جديدًا لنهضة الثقافة في الوطن العربي؟
للأسف لا وذلك بسبب أن معظم الأفكار المطروحة في الروايات والتي نعتبرها “بره الصندوق” هي في الحقيقة إما مقتبسة عن روايات أجنبية أو مقتبسة من روايات قديمة، لكن بعد ضعف الجميع في اللغة واحتياجهم لمدقق لغوي واعتمادهم على الأفكار، أصبح الوسط عبارة عن وعاء هش!
المشاريع القادمة
س: ما هي مشاريعك القادمة؟
أحضر لرواية جديدة بعنوان “كيف تصبح حمارا”
الأحلام و التطلعات
س: ما هي أحلامك وتطلعاتك للمستقبل؟
بالفعل قد بدأت في تحقيق جزء من أحلامي فقد قمت بنشر رواية ورقية وأيضا أصبحت أعمل مدققًا لغويًا في أكتر من دار نشر. وحلمي الأوحد هو النشر في عصير الكتب وأسعى لهذا الأمر بالفعل.
رواية ناجيني
س: هل يمكن أن تخبرنا أكثر عن روايتك “ناجيني”؟
بالنسبة لروايتي ناجيني فكنت أحاول جاهدا صنع عمل فريد من نوعه، وروايتي تعتبر دمج بين الألوان الأدبية كافة في عمل صغير لا يتعدى (25 الف كلمة) في البداية كان الموضوع صعب واستغرقت عامين في الكتابة، إلى أن أرسلته لدار نبوغ للنشر والتوزيع وتم نشره على نفقة الدار.
“اقتباس” رواية ناجيني
قبل الحرب العالمية الثانية، حالة من الهرج والمرج تعتري الأجواء، وخمسة عشرة رجلاً يودعون عائلاتهم إلا رجلا واحدا يقف وحيدا حزينا. يبدو أنه من أصول أوروبية، ينظر للفراغ في بلاهة وعدم اكتراث كأنه يفكر في المجهول.
– صوت جهوري يأتي من بعيد لرجل يرتدي زياً عسكرياً: لقد انتهت الزيارة.
الكل ينظر باتجاه الرجل في حالة هلع واضحة، الدموع تنهمر من عيونهم وقت الوداع، وكأنهم موقنين أنهم لن يروهم ثانيةً.
– ابتسم الرجل الغير مكترث، ثم اقترب من صاحب الصوت وهمس في أذنه باللغة العربية: مهلا عليهم، إنها آخر مرة قد يرون فيها رفقائهم من ذويهم.
– الرجل بوجه متجمد: لا علاقة لي بهذا، أنا أنفذ التعليمات فحسب، بقي على موعد التجربة خمسة عشر دقيقة، ويجب تحضيركم للقيام بها، ثم إنك تعرف أن التجربة في صالحكم أكثر منا، فنحن نحافظ عليكم من القتل.
– ضحك الرجل بسخرية حتى نزلت دموعه، ومن بين ضحكاته همس متسائلا: تحمونا من قتل هتلر بأن تجمدونا لأربعون عاما؟ إذا كنتم لا تستطيعون حمايتنا فلما نفتخر بأننا مصريون؟ ولدت وأنا فخور بأنني مصري عربي، والآن أهرب من الموت بموت آخر، إنها حقا لبلد الأمان!
– انكمش وجه الجندي ثم تكلم أخيرا: أنت تعلم بأن حرب هتلر ليست على مصر فحسب؛ وإنما على اليهود بصفة خاصة وما يسمون بتحت البشر، إن أتباعه وجواسيسه في العالم أجمع ونحن لا نريد خسارتكم، بعض اليهود في العالم وأيضا يهود مصر قد سافروا إلى القدس، واتخذوا منها مستقرا لهم يريدون إقامة دولة خاصة بهم، وأنتم لا تريدون ذلك، ونحن بالفعل لا نريد خسارتكم، فأنت والأربعة عشرة عالم من صفوة علماء المجتمع، أنتم كنز يجب الحفاظ عليه وإخفاءه حتى لا يتم تدميره.
صوت آلي ينادي: لقد حان الآن موعد التجربة الأولى للتجميد، رحلة ستستغرق أربعين عاما، نتمنى لكم حياة جديدة في ظروف أفضل.
الجميع ينظر باتجاه الصوت بفزع، الغرفة تدور في أعينهم والوقت يمر سريعا. الرجل يشعر بدوار في رأسه، وكأن أحدا قد لكمه بكل قوته على رأسه ليسقط أرضا بلا حراك…