صرحت الشاعرة “رشا لطفي” بأنها تحضر لديوانها الجديد “ما عاد يعنيني الغياب” بعد نجاح ديوانها “لنا موعد”
وقد خصتنا بلقاء صحفي للحديث عن مجمل أعمالها الأدبية في لقاء الأمنيات.
س:
هل يمكن أن تعرفينا أكثر عن نفسك؟
اسمي “رشا لطفي زكي محمود” أبلغ من العمر (38) عامًا.
حاصلة على بكالوريوس في الصيدلة من كلية الصيدلة جامعة القاهرة.
عشقت القراءة بوجه عام منذ نعومة أظافري، في المرحلة الثانوية بدأت تتضح ميولي في القراءة نحو الشعر والأدب فقرأت في هذه المرحلة لكبار كتاب الرواية أمثال:
“توفيق الحكيم”، “يوسف السباعي”، “محمد عبد الحليم عبد الله” وغيرهم، وكذلك شعراء الحداثة أمثال “نزار قباني”، “محمود درويش”، “أحمد تيمور”، “فدوى طوقان” وغيرهم..
ومن عالم القراءة اندفعت بشدة نحو التعبير عما يعتمل في نفسي بكتابة الشعر والخواطر منذ كنت في الرابعة عشرة من عمري..
بالطبع كان أسلوبي في البداية طفوليًا ركيكًا، لكن مع استمرار القراءة والتمرس على الكتابة والتركيز على تصحيح كتاباتي نحويًا وإملائيًا. نضج أسلوبي إلى حد كبير حتى استطعت كتابة قصائد عمودية وتفعيلة موزونة إلى حد كبير في مرحلة الجامعة.
س:
ما مواهبك؟
• موهبتي الأساسية (والحمد لله) هي كتابة الشعر، ورغم عشقي لفن الرسم والأشغال اليدوية إلا أني لا أملك موهبة كبيرة في أدائهم.
س:
ما هواياتك؟
• هوايتي منذ الصغر هي القراءة، تأخذني إلى عالم آخر فلا أشعر معها بمرور الوقت وأنفصل معها عن كل ما ومَن حولي، هي متعة لروحي وإشباع لقلبي وعقلي.
س:
إلى أي مجالات الكتابة تنتمي كتاباتك؟
كتاباتي نوعان:
• الأول هو الخواطر، وهذه أكتبها بصفة شخصية أكثر، كنوع من الفضفضة عما يعتمل في نفسي وتقيدني كثيرًا في استعادة هدوئي وترتيب أفكاري.
• أما الثاني: فهو الشعر سواء كان عموديًا أو شعر تفعيلة، وهذا هو اللون الأدبي الذي أقدم موهبتي من خلاله للقراء.
س:
من مثلك الأعلى من الكتاب القدامى والمعاصرين؟ والسبب؟
• من الكتاب القدامى: أقف كثيرًا أمام شخصية الكاتب الكبير “عباس العقاد”، أقصد وقوفي أمام تجربته الحياتية أكثر من وقوفي أمام أسلوبه الأدبي، فظروفه القاسية وعدم قدرته على استكمال دراسته بعد المرحلة الابتدائية لم تمنعه من بناء شخصيته وتعظيم ثقافته عن طريق ولعه بالقراءة التي جعلته موسوعة ثقافية لا تبارى، حتى أنه أصبح عضوًا في مجمع اللغة العربية، وأصبحت لغته بالرقي والأصالة والمتانة التي يصعب على المتعلمين تعليمًا عاليًا فهمها أحيانًا.
• أما من المعاصرين: فإن تجارب الشعراء والأدباء الفلسطينيين جميعًا تستحق الوقوف عندها كونهم يحملون القضية الفلسطينية على عاتق أقلامهم، ومع يقيني بأن القضية الفلسطينية هي قضية دين وعقيدة بالأساس إلا أني أرى أيضًا أنه لولا كتاباتهم التي نقلت إلى وجداننا جميعًا كعرب دقائق الشعور بأوضاعهم المعيشية القاسية بين حصار وتضييق وإرهاب وترويع وقتل وتهجير وتشريد؛ أقول لولا كتاباتهم هذه لاندثرت القضية أو خفتت إلى حد كبير مع الأجيال الأولى التي عاصرت نكبة الاحتلال الغاشم، كما كان يعول الصهاينة على رحيل الجيل الأكبر ونسيان الأجيال اللاحقة.. لكنها بإذن الله لن تنتهي إلا بتحقيق النصر، ولن تخمد جذوتها في النفوس بفضل الله ثم بفضل هؤلاء المخلصين لأرضهم من أدباء وشعراء هذه الأرض الطيبة.
س:
كيف اكتشفت قدراتك الإبداعية في الكتابة؟ ومتى كان ذلك؟
• كما ذكرت فقد واصلت الكتابة طوال المرحلة الثانوية ومرحلة الجامعة، ولسوء حظي فلم يكن أحد ممن حولي من المهتمين بمجال الأدب والشعر اللهم إلا بعض الصديقات من نفس عمري اللاتي كن يعجبن بكتاباتي ويشجعنني، فلم أستطع في هذه الفترة أن أصل إلى تقييم حقيقي لموهبتي أو أجد من يأخذ بيدي لصقل هذه الموهبة وتطويرها ومواصلة العمل عليها، خاصة وأن مواقع التواصل الاجتماعي لم تكن قد ظهرت بعد حتى عام تخرجي في 2004.. فتوقفت عن الكتابة لفترة كبيرة بعد إنهاء دراستي الجامعية، تزوجت فيها وأنجبت أبنائي الثلاثة وانشغلت تمامًا عن الشعر حتى شعرت أن الشعر هو الآخر قد أولاني ظهره وهجرني إلى الأبد.
• لكن أراد الله أن يرد إلي روحي التي انشغلت عنها حينا من الزمن، وذلك بمتابعتي لما استجد من مواقع ومجموعات أدبية بدأت تظهر وتنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي لتسهل بذلك أمر النشر والوصول للقراء المتذوقين للشعر والأدب لإبداء آرائهم من جهة، وكذلك الوصول للمتخصصين والنقاد لإبداء تقييمهم ملاحظاتهم من جهة أخرى.. وهو ما أعادني إلى حلمي القديم لأعاود البحث في أوراقي عن أشعاري القديمة والبدء في نشرها على الفيسبوك من خلال المجموعات الأدبية التي انضممت إليها.
حدث هذا منذ حوالي العامين لأفاجأ بإعجاب كبير من القراء والمتخصصين على حد سواء والحمد لله.. دفعني هذا إلى العودة إلى الكتابة بكل شوق ولهفة، وإلى التعمق في دراسة كل ما يتعلق بالشعر من قواعد عروضية، وفنيات بناء القصيدة، والنقد الأدبي والشعري وكأنني أعوض كل ما تمنيت فعله خلال سنوات مضت، وأختصر الزمان اختصارًا سعيًا لإثبات وجودي في عالم الشعر والأدب.
س:
من قدم لك الدعم للدخول في عالم الكتابة؟
• دعيني أقسم حياتي في الكتابة إلى مرحلتين: المرحلة الأولى قبل التوقف
والمرحلة الثانية بعد عودتي للكتابة.
في المرحلة الأولى فرضت الكتابة نفسها علي فرضًا ونضجت على مهل وهي تنمو كنبتة أسقيها بماء القراءة (وقد كنت أقرأ بنهم في هذه المرحلة) فتترعرع نبتة الكتابة وتزهر وتتفتح، وكنت أمارس الكتابة في هذه المرحلة كما يمارس السياسي عملًا سريًا يتشدد في تكتمه، ويسرب أوراقه تسريبًا إلى محبيه وداعميه من أصدقائه وأهل ثقته، حتى حين تيسر لي عمل مجلة حائط في الكلية مخصصة فقط لأعمالي الشعرية، لم أجد من طلبة الصيدلة هذه الكلية العلمية والعملية الجافة دعمًا وتشجيعًا خاصة وأن لغتي الفصحى في ذلك الحين كانت صعبة على شباب صغار يدرسون باللغة الإنجليزية وأبعدتهم اللهجة العامية عن فهم لغتهم الفصحى الأصيلة كما هو الحال في زماننا الآن للأسف.
المرحلة الثانية
أما في المرحلة الثانية بعد العودة مرة أخرى فإني أدين بالفضل بعد الله لزوجي الذي شجعني وساندني ووفر لي الوقت والمناخ المناسب للتفرغ للكتابة مرة أخرى، كما أدين بالفضل أيضًا للكثير والكثير من الأصدقاء “الفيسبوكيين” لتشجيعهم لي ودعمهم ومعاونتي في التعرف على الساحة الأدبية وأحوالها وأحوال دور النشر المختلفة.. حتى وفقني الله تعالى إلى نشر ديواني الأول “لنا موعد” مع دار “ديوان العرب للنشر والتوزيع”.
أحمد الله كثيرًا على توفيقه إياي لهذه الدار وتيسير معرفتي بها عن طريق الصديقة الشاعرة “أسماء طلعت” التي أرسلت إلي رابط إحدى مسابقاتهم في اللحظات الأخيرة قبل إغلاق باب المشاركة فيها.. ليوفقني الله ويسعدني بمعرفة أ/محمد وجيه صاحب الدار وكذلك أ/فادية محمد هندومة المدير العام للدار وفريق العمل معهم. وكم كانوا صادقي الوعد مخلصي العمل في كل خطوات إخراج الديوان للنور كما أحببت وتمنيت ولله الحمد والمنة ولهم مني كل التقدير والاحترام.
س:
لماذا تكتبين؟
• لا يسأل العصفور لم يغرد، أو الزهرة لم تتفتح.. هو خُلق ليغرد فيَسعد ويُسعد مَن حوله، وهي خلقت لتتفتح فتحيا وتبث الحياة في الوجود بأكمله.. كذلك الشاعر أو الأديب لا يسأل لم يكتب.. هو خلق ليتأمل ويصوغ من تأملاته في ذاته وفي الحياة كلماتٍ تتلقفها النفوس الظمأى فترتوي وتبتهج وتستنير ويحقق هو بذلك هدف وجوده في الحياة كما أراده له خالقه، وهكذا يتناغم الكون بأداء كل دقيقة من دقائقه لمهمتها التي أوكلها الله إليها وأودع فيها سرًا من أسراره، وشيئًا من قدراته، وبعضًا من جماله وإبداعه عز وجل.
س:
لمن تقرأين من الكتاب؟
تعودت في مرحلتي الأولى على القراءة لكبار الكتاب كما ذكرت في إجابتي على السؤال الأول، وفي فترة التوقف تحولت قراءاتي تبعًا لطبيعة هذه الفترة إلى القراءة في علم نفس الأطفال، وطرق التربية الحديثة، وطرائق التدريس وهكذا.
أما في المرحلة الثانية بعد عودتي للأدب والشعر فقد فوجئت بأن مستوى الأدب حديثًا قد انحدر كثيرًا عما تعودت على قراءته -إلا من رحم ربي- فلم أجد فيه إشباعًا لروحي كما اعتدت، فعدت إلى قراءة كتبي القديمة لأجد فيها نفسي من جديد.
س:
هل لك قراءات عالمية؟
نعم أحب الروايات العالمية المترجمة كثيرًا… تفصلني تمامًا عن واقعي لأعيش معها في عالم لا أعلمه يصفه لي الكاتب فأصنعه بخيالي كما أحب، أحب منها ما كان يحمل قضية هامة ليواجه عوارًا في مجتمعه، أو يؤرخ لأحداث هامة في تاريخ بلاده،
مثل: رواية “الرجل الضاحك” للأديب الفرنسي فيكتور هوجو، ورواية “أوقات صعبة” للأديب الإنجليزي تشارلز ديكنز.
س:
كيف تمكنت من صقل موهبتك الأدبية؟
كوني من مواليد الثمانينات فمن نعم الله علينا التي لم ندركها في حينها أنه لم يكن متاحًا لنا الكثير من المتع والملهيات المتوفرة لأطفال هذا الجيل.. فوجدت كل متعتي منذ الطفولة في أمرين أولهما القراءة ثم القراءة ثم القراءة التي صنعتني فعليًا، من شخصية ولغة وثقافة وعمق في النظر للأمور وغيرها.
وقد كانت أسرتي تشجعني على القراءة ما دامت لا تؤثر على مذاكرتي وتحصيلي الدراسي، ودعيني هنا أذكر بالفضل الكاتب الكبير أ/ عبد الوهاب مطاوع صاحب باب “بريد الجمعة” في جريدة الأهرام الذي لاحظت اهتمام أمي بمتابعته فحرصت على قراءته بل التهامه أسبوعيًا منذ تعلمت القراءة وحتى رحيله عام 2004 رحمه الله رحمة واسعة، ومنه استقيت الكثير والكثير من الحكمة في التعامل مع الحياة، والتعاطي مع تجاربها، والصبر على متقلباتها، كما ارتويت كثيرًا من لغته الأدبية الراقية العالية.
مرحلة التسعينات
كذلك فقد توفر لجيلنا في مرحلة التسعينات حراك ثقافي رائع تمثل في مهرجان “القراءة للجميع” الذي تبنته الدولة، وتوافر كتب “مكتبة الأسرة” بأسعار زهيدة، وانتشار المكتبات العامة والمتنقلة في كل مكان.. وكلها مشروعات نتمنى أن تعيد الدولة إنتاجها وتبنيها بما يتناسب وما استجد من تقنيات العصر الحديث؛ لجذب الأجيال الجديدة إلى الثقافة والمعرفة بدلًا من الانجراف إلى مساوئ هذه التقنيات والعالم المفتوح من حولهم.
أما ثاني هذين الأمرين فهو استماعي وإنصاتي للإذاعة المصرية العريقة، فقد نشأت في بيت ينام ويصحو على صوت الراديو، وفيه استمعت إلى القرآن الكريم وإلى كبار الإذاعيين المثقفين وحواراتهم مع كبار الأدباء والشعراء، فتشربت منهم اللغة الفصحى منطوقة ومسموعة كما تشربتها من الكتب مقروءة؛ فتعمق حبي لها وازداد تعلقي بها، وسحرت بما فيها من جمال وجلال.
أعتقد أن هذين الأمرين معًا كان لهما الأثر الأكبر في صقل موهبتي الكتابية إلى جانب حرصي على تدقيق كل ما أكتب لغويًا بحيث ينضبط على القواعد النحوية والإملائية والعروضية.. وقد أصبح أمر البحث في هذه العلوم والمعارف الآن ميسرًا للجميع على شبكة الإنترنت والحمد لله.
س:
برأيكِ ما الذي يساعد الكاتب على تنمية مهاراته في الكتابة وخصوصًا لغته؟
القراءة أولًا وثانيًا وثالثًا هي الوقود الحقيقي الذي يشعل جذوة الكتابة الخامدة في روحه، ثم دراسة قواعد اللغة من إملاء ونحو وصرف..
ثم الدراسة الأكثر تخصصًا فإن كان شاعرًا فليهتم بدراسة قواعد علم العروض، وفنيات كتابة القصيدة وتطورها وهكذا..
وإن كان قاصًا أو روائيًا فليهتم بدراسة القواعد المميزة للون الأدبي الذي يكتبه من حبكة وسرد وشخصيات وحوار وهكذا..
كذلك على الكاتب أيًا كان مستواه ومهما بلغ قدره ألا يرى نفسه فوق مستوى النقد، فلا يحرم نفسه من سماع آراء قرائه ونقاد نصوصه، وليستمع لهذه الآراء بآذان “بصيرة”، بمعنى أن يتفهم ما وراء النقد فيستفيد منه في تطوير ذاته أكثر مما يواجهه بالإحباط، وأكثر مما يواجهه بالرفض والاستعلاء… موقنا بأن النص الوحيد الذي هو فوق النقد هو كلام الله عز وجل، والمؤكد والصحيح من سنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
س:
ما نصيحتكِ للكاتبات المبتدئات في عالم الكتابة؟
• أنصحهن بعدم التعجل في النشر حتى تنضج موهبتهن الأدبية ويقفن على أقدام راسخة في التمكن من أدواتهن اللغوية والأدبية..
• كما أنصحهن بأن يضعن لأنفسهن حدودًا تنبع من داخلهن، يراعين فيها ألا يكون فيما يكتبن ما يغضب الله ورسوله، أو ينحدر بذوق قرائهن، أو ينتهك العادات والتقاليد الأصيلة لمجتمعاتهن مما ينبغي التمسك به والمحافظة عليه.
س:
ما أعمالكِ القادمة؟
* أعد حاليًا لديواني الثاني “ما عاد يعنيني الغياب” والذي أتمنى من الله أن يلاقي قبولًا وإعجابًا من القراء كما حدث والحمد لله مع الديوان الأول “لنا موعد”.
“لنا موعد” ديوان ورقي منفرد صادر عن دار “ديوان العرب للنشر والتوزيع” بعد الفوز في مسابقة الدار للنشر المجاني، إصدار 2021.
“بوح الدفاتر” ديوان ورقي مشترك بيني وبين ثلاثة من كبار الشعراء بعد فوزنا بمسابقة مجموعة “صالون الأدب” على الفيسبوك لشعر الفصحى، صادر عن دار “حورس للنشر والتوزيع” إصدار 2021.
لي مشاركات عدة بقصائد فردية في دواوين جماعية عديدة، وفي مجلات وجرائد إلكترونية وورقية على مستوى مصر والعالم العربي.
(ولله الحمد والمنة)
س:
ما أمنياتك للمستقبل؟
أتمنى على المستوى الأسري أن يقر الله عيني بأولادي وينبتهم نباتًا حسنًا وأن أراهم ناجحين في المجالات التي يحبونها ويختارونها بأنفسهم.
وعلى المستوى الشخصي أن يوفقني الله في مجال الشعر وأحقق حلمي في الوصول لقلب القارئ وعقله وأن يجد في شعري ما يعبر عما بداخله.
وعلى المستوى العام أن يمن الله على الأمة العربية بالسلام والاستقرار وصلاح الأحوال.
في الختام نتمنى لك التوفيق.
نترككم مع باقة مميزة من الكتابات الشيقة للشاعرة رشا لطفي.
“اقتباس”
ما زِلتُ أبحثُ في حُروفِكَ عنِّي
يا مَن وقفتَ علىٰ الجراحِ تُغنِّي
كيف استثرتَ الصَّمتَ ؟! .. حَيَّرْتَ الهوىٰ
كيف انتزعتَ الحُلمَ مِنكَ ومِنِّي ؟!
كيف استطعتَ بلحظةٍ ذبحَ المُنىٰ
وهدمتَ صرحًا مِن رُؤايَ وفَنِّي
كم مرةٍ علَّقْتُ فيكَ تَأَمُّلًا !!..
فتَخيبُ آمالي .. ويَكذِبُ ظَنِّي
إن كان قلبُكَ لا يصونُ مودةً
لا خيرَ في عتبٍ وطولِ تَمَنِّي.
أنا في انتظارِ خطابِكَ
المرصودِ ذبتُ .. وما وصلْ
رفقًا بقلبٍ في النوىٰ
حَفِظَ العهودَ .. ولم يزلْ
أضحىٰ شريدًا حائرًا
أَوْدَتْ براحَتِهِ العِلَلْ
متقلبًا بيدِ السؤالِ
متى؟ وكيف؟ وأين؟ هلْ؟
مُتَلَمِّسَ الأعذارِ بين
عساهُ .. يُمْكِنُهُ .. لَعَلْ
أخشىٰ يمر العمرُ قبلَ
إجابةٍ تُحيي الأملْ
أنقِذْ غريقَ الشوقِ من
بحرِ الهوىٰ أو جُدْ بِحَلْ.
في كُلِّ لَيْلٍ …
أَبْذُرُ الأحلامَ في دربي
ولا أَجْنِي الثَّمَرْ
في كُلِّ لَيْلٍ …
تُغْلِقُ الأَزْهارُ مِعْطَفَها
علىٰ شَوْقِ العُمُرْ
في كُلِّ لَيْلٍ ..
أسْتَحِيلُ سَحابةً
تَخْطُو علىٰ شَوْكِ المَسافةِ
كَيْ تُهادِيكَ المَطَرْ
وأَعُودُ عِنْدَ الفَجْرِ ..
صَوْتَ مُؤَذِّنٍ
يَطْوِي علىٰ الأحلامِ ..
صَفْحاتِ السَّحَرْ
يا سَيِّدي …
عِنْدَ الصَّلاةِ ..
ارْفعْ دُعَاءَكَ للسَّماءِ
لِكَيّْ تُجِيبَ المُنْتَظِر
للمزيد: