أيمن رجب طاهر كاتب مصري من الصعيد مواليد مركز أبنوب في محافظة أسيوط عام 1973. وهو الحائز على جائزة كتارا للرواية العربية لهذا العام في فئة الروايات العربية المنشورة، وذلك بعد مشوار حافل مع الإبداع القصصي والروائي والحصول على العديد من الجوائز المبكرة. حيث يتنوع إنتاجه الأدبي بين ستة عشر رواية: موت برئ- شرنقة الجسد- وني حكيم الحروب- إبور ناصح الفرعون- القحط- بنتاور الساقي الأمين- حم إيونو عظيم الهرم- تل العقارب- بني عدي- ليل زوارة- نوفيلا- أنوبيس يرقص على حافة الحياة- مرفأ الأربعين– الهجانة- أنسباي حكاية أنس بن مصري- حرمخيس وحلم الاستقلال.
أيمن رجب طاهر الحائز على جائزة كتارا للرواية العربية في لقاء الأمنيات
بالإضافة إلى ذلك فللكاتب أيمن رجب طاهر أيضاً ست مجموعات قصصية: التابوت- مدونة الأساطير- من أنتم؟- كتاب الموتى- صدى لضوء خافت- سأبوح بسري لخلاني السطور. علاوة على مسرحيتان هما: بيت الحكمة- زهور بلا أشواك. وقد نال الكاتب أيمن رجب طاهر العديد من الجوائز والتكريمات على هذه الأعمال الأدبية والإبداعية، منها: جائزة أحمد بهاء الدين الثقافية في أدب الطفل 2009 وفي الرواية 2010- الإشادة بمسرحية بيت الحكمة من جائزة الشارقة 2010- جائزة أخبار الأدب ومؤسسة المصري في القصة القصيرة 2011- جائزة القصير للإبداع الأدبي في القصة القصيرة 2011.
إلى جانب العديد من الجوائز الأخرى، مثل: جائزة ثقافة بلا حدود العراقية في القصة القصيرة 2016- جائزة صالون نجيب الثقافي في القصة القصيرة 2016. وأخيراً أهم هذه الجوائز التي حصل عليها الكاتب أيمن رجب طاهر كانت جائزة الدولة التشجيعية في الآداب عن رواية القحط كرواية تاريخية لعام 2016- جائزة بهاء طاهر لكتاب الصعيد المقدمة من اتحاد كتاب مصر عن رواية تل العقارب 2021- جائزة كتارا للرواية العربية في فئة الروايات المنشورة عن رواية الهجانة 2021، وللقيمة الأدبية التي يمثلها الكاتب أيمن رجب طاهر واحتفاءً بحصوله على جائزة كتارا للرواية العربية أجرى لقاء الأمنيات معه هذا الحوار.
الكاتب أيمن رجب طاهر نرحب بك معنا في لقاء الأمنيات، ونبارك لك حصولك على جائزة كتارا للرواية العربية
ونود أن نبدأ حوارنا معك بذكرياتك حول بداياتك في مجال الكتابة والأدب؟
في البداية كنت محباً للقراءة منذ نعومة أظافري. ويرجع الفضل في هذا إلى والدي رحمه الله، حيث كان حريصاً على اطلاعي على الكتب المناسبة لعمري في كل مرحلة ومناقشتي في محتواها. وفي المرحلة الابتدائية كنت أحاكي مجلات ميكي وسمير المصورة. فأرسم شخصيات وأجعلها تتحاور. وكانت مراسلاتي مع هذه المجلات، واشتراكي في مسابقاتها الثقافية والأدبية، وما تقدمه لنا من جوائز تشجيعية، حافزاً كبيراً لي على التعلق أكثر بالقراءة والكتابة في هذا السن الصغير. ولا زلت حتى اليوم محتفظاً بأول جائزة حصلت عليها من هذه المسابقات وهي عدد خاص من مجلد ميكي.
أما إرهاصات كتابة القصة فكانت في المرحلة الثانوية، وباتساع مجالات القراءة بدأت بواكير كتابة القصة بشكل فني، وذلك في نهاية المرحلة الجامعية، ولكن تأخر صدور أول مجموعة قصصية لي والتي حملت عنوان التابوت إلى عام 2005.
ما سبب هذا التأخير؟
يرجع هذا التأخير إلى انشغالي وقتها بتأسيس حياتي المهنية والأسرية؛ فلم أسعى كثيراً لنشر أعمالي الأدبية والقصصية في تلك الفترة.
حدثنا عن روايتك الحاصلة على جائزة كتارا للرواية العربية هذا العام وظروف فوزها بهذه الجائزة؟
رواية الهجانة هي روايتي الحاصلة على جائزة كتارا للرواية العربية لهذا العام. وقد ألحت عليّ فكرة كتابتها مما قرأته عن فيلق العمال والهجانة المصريين الذين تم تجنيدهم قسرًا؛ للعمل مع الجيش الإنجليزي والحلفاء في الحرب العالمية الأولى. فرحلوا إلى بلاد بعيدة، وقاسوا ويلات الحرب في فرنسا وجنوب بلجيكا. ومنهم من قتل هناك، والقليل عاد إلى وطنه محملين بهموم وذكريات لا تنسى.
أما عن ظروف حصولها على جائزة كتارا للرواية العربية؛ فتمت مشاركتها من قبل دار النشر، ومن خلال متابعة إحصاء الروايات المقدمة المنشورة فقد كانت ضمن 655 عمل، وتشرّفت بفوزها مع أربعة أعمال أخرى متميزة.
نلاحظ أنك غزير الإنتاج في أعمالك الأدبية؛ فما سر هذه الغزارة؟
حين تلح عليّ فكرة عمل روائي أو قصة قصيرة؛ فلا أتردد في تنظيم الأفكار حول هذا العمل، والشروع في كتابته وتنقيحه، ومن ثم تقديمه لدار النشر.
ما هي طقوس الكاتب أيمن رجب طاهر الخاصة في عملية الكتابة والإبداع؟
لا يوجد لدي طقوس معينة في الكتابة، ولكن أغلب كتاباتي في شهور الشتاء، حيث أميل إلى المكوث بالبيت، والكتابة تبدأ ليلًا.
كيف توفق بين حياتك الأسرية والمهنية وعملك الإبداعي وما يتطلبه من صفاء للذهن؟
أمارس عملي الذي أحبّه كمعلم أول للغة العربية، وأحيا مع أسرتي بشكل طبيعي، وحين أخلد إلى القراءة والكتابة ينتابني صفاء الذهن، ومن ثم تظهر الأعمال تباعًا.
ما رأيك في الحياة الأدبية في مصر وتعاملات دور النشر مع الكتاب والمبدعين؟
من جهتي ألاحظ أنه يوجد انفجار في الإنتاج الروائي والقصصي. وهناك الكثير من الصالونات الأدبية تنظم مناقشات للأعمال الأدبية المتنوعة. وهذا بالتوازي مع أنشطة ندوات قصور الثقافة المتميزة وفاعليات أندية الأدب النشطة التابعة لوزارة الثقافة. أما بخصوص تعامل دور النشر مع المبدعين فالنشر سواء التابع للهيئة العامة للكتاب أو قصور الثقافة. وكذلك دور النشر الخاصة جميعها سياستها واضحة مع الكاتب، والعقد بينهما هو الذي يحدد طريقة التعامل.
ما هي خططك لأعمالك القادمة بعد حصولك على جائزة كتارا للرواية العربية؟
توجد أفكار لعدد من الأعمال، أهمها رواية عن شخصية حقيقية راحلة أمضت حياتها كلها في العمل الاجتماعي.
نلاحظ أن أغلب أعمالك تركز على الجانب التاريخي وترتكز أكثر على الرواية التاريخية؛ فما سر اهتمامك بهذا الجانب؟
سر اهتمامي بالجانب التاريخي، هو حب التاريخ. ومغامرة كتابة عمل تاريخي محفوفة بالبحث عن الحقبة التي يدور فيها زمن الرواية. وأنا حريص على تقديم المعلومة الجديدة للقارئ في مشروعي الروائي. إلى جانب المتعة الأدبية. فأكثر شيء يسعدني أن يخرج القارئ من الرواية وقد عرف شيئاً جديداً لم يكن يعرفه من قبل. خاصة عن التاريخ المصري.
بماذا تنصح شباب الكتّاب، أو من يغريهم حبهم للقراءة إلى خوض مجال الكتابة ومحاكاة كتابهم المفضلين أمثال الكاتب أيمن رجب طاهر؟
أياً كان من له تجارب في خوض غمار الكتابة أنصحهم بالقراءة المستمرة، وتأمل إيقاع الحياة من حولهم، والتريث في الكتابة، وعدم العجلة في عملية النشر.
هل هناك كلمة أخيرة في لقائنا تود توجيهها إلى جمهور القراء أو المهتمين بالشأن الثقافي والأدبي في مصر والوطن العربي؟
ما أريد أن أوجهه إلى جمهور القراء أو المهتمين بالشأن الثقافي والأدبي بشكل عام، هو التمسك بمواصلة القراءة ومتابعة الحركة الثقافية وكل جديد فيها في العالم كله.
في نهاية حوارنا نتوجه بالشكر للكاتب أيمن رجب طاهر على سعة صدره، ووقته الثمين الذي قدمه لنا في هذا الحوار. ونبارك له مرة أخرى لحصوله على جائزة كتارا للرواية العربية. ونتمنى له مزيد من التوفيق والنجاح في أعماله الأدبية والإبداعية القادمة بإذن الله.
*الكاتب*
سارة الليثي