كاتب بارع تميز بأسلوبه المتفرد، صاحب فلسفة في الحياة، دومًا ما تحمل كتاباته بين طياتها حكمة ما!، صرح الكاتب “أحمد دويدار” بأنه يحضر لرواية جديدة في مشروعه القادم وستكون مفاجأة مدوية.
جدير بالذكر أن “دويدار” قد صدرت له حديثًا رواية “باركينول” في عام (2021) وقد لاقت نجاحًا كبيرًا في معرض القاهرة الدولي للكتاب.
وقد خصنا بحوار صحفي مميز للحديث عن أهم أعماله الأدبية وكل ما هو جديد لديه.
معنا في لقاء الأمنيات الكاتب “أحمد دويدار” فمرحبًا بك معنا.
س:
هل يمكن أن تعرفنا أكثر عن نفسك؟
– “أحمد محمد إسماعيل دويدار”.
– من مواليد مدينة الإسكندرية، تخرجت في “كلية التجارة” جامعة الإسكندرية عام ( ٢٠١٠).
– أعمل كمحاضر للاقتصاد العام.
س:
ما مواهبك؟
– كتابة الرواية وشعر العامية.
س:
ما هواياتك؟
– الصيد والغطس والقراءة وسماع الموسيقى.
س:
كيف تقضي أوقات فراغك؟
– تدور ما بين القراءة براً أو الصيد بحراً.
س:
من هو الكاتب المفضل لديك؟
– مولانا “نجيب محفوظ” بلا شك.
س:
ما سر حبك لنجيب محفوظ؟
– مولانا “نجيب محفوظ ” هو رائد وأستاذ أساتذة الرواية العربية.
– هو حجر الأساس لبنيان ضخم اسمه الرواية العربية، ومع ذلك عاش بسيط وكتب ببساطة وسلاسة، ومات بسيط، لكنه زلزل العالم في حياته وبعد مماته من خلال كتاباته.
– لا يكفيني في الحديث عن الأستاذ مقال واحد أو حوار صحفي ..
– لذا سأقول أنني أحبه لأنه من لم يحب “محفوظ” لن يحب الرواية “فالنجيب” من جاء أولاً ومن بعده الرواية.
س:
لمن تقرأ من الكتاب؟
– أقرأ لجميع الكتاب وفي كل المجالات مهما كان عمر الكاتب، فإن لم يكن من أجل المتعة فهو لدراسة محيط المهنة التي أمتهنها، لكنني أفضل بعض الكتاب مثل: “أحمد مراد” و “أشرف العشماوي” والشاعر “أحمد بخيت” مع حفظ الألقاب لهم جميعاً.
س:
ما قراءاتك العالمية؟
– أحب الجانب الصوفي من أعمال “باولو كويلو” ( الخميائي، ألف) – كل أعمال “إليف شافاق” تقريباً تناولتها بالقراءة- وبعض روايات “آجاثا كريستي” و “ماركيز”.
س:
إلى أي مجالات الكتابة تنتمي كتاباتك؟
– ما زلت أتبنى مدرسة تجريبية، وكما قال بعض القراء يصعب عليهم تصنيف روايتي، وأنا لا أفضل تصنيفها أيضاً …
وإن كان العمل القادم بوليسي بشكل مباشر.
س:
من قدم لك الدعم للدخول في عالم الكتابة؟
– والدي (بارك الله فيه) هو أول من جعلني أقرأ وهو أول من قرأ كتاباتي الطفولية وشجع محاولاتي في الكتابة.
س:
كيف اكتشفت قدراتك الإبداعية في الكتابة ومتى كان ذلك؟
– أثناء طفولتي في العاشرة من عمري تقريباً. كنت دائم المحاولة لكتابة الشعر والقصة بشكل طفولي يثير الضحك .. وكالعادة كان قارئ أعمالي الوحيد هو والدي، فكانت هناك قوى خفية تدفعني نحو هذا الطريق دون غيره.
س:
متى بدأت الكتابة الفعلية ككاتب؟
– في عام (٢٠١٠) كتبت أول رواية مكتملة الأركان ولكن بعد الانتهاء منها وبسبب ظروف ما لم يتم نشرها …
– بدأت بعدها في كتابة رواية (باركينول) عام (٢٠١٣) وأظن أن هذه هي البداية الحقيقية فعلاً.
س:
صف لنا شعورك فور نشر أولى أعمالك؟
– شعرت بكم هائل من المسؤولية والخوف المقترنان بالسعادة، وما زال هذا الشعور يسكنني حتى هذه اللحظة.
س:
ما الذي تغير فيك بعد كل هذه السنوات؟
– ربما بعد هذه السنوات قد زادت المسؤولية وأصبحت اختياراتي أكثر دقة وكتاباتي أكثر نضجاً، فقد علمت أن أفضل طريق للقارئ هي لغته دون تكلف .. فهو المالك الأصيل للعمل بمجرد نشره.
س:
ما الذي غيرته فيك الكتابة؟
– فعلت ما لم يستطع الصيد فعله، فجعلتني أكثر صبراً وأكثر ملاحظة للتفاصيل الدقيقة.
س:
لماذا اخترت الكتابة؟
– كما قلت لكِ من قبل لم أختر الكتابة ولكن كانت وما زالت هناك قوى خفية تدفعني نحو هذا الطريق لما أشعر به من لذة ومتعة خاصة حينما أكتب شيء ما.
س:
لكل كاتب عمل يسعى لتقديمه وقضية يتبناها في كتاباته بشرط أن يكون هذا العمل هو العمل المكتمل من وجهة نظره فما العمل الذي تسعى إليه؟
– ربما ما زلت في مرحلة تجريبية، لكن هدفي الآن يعد مشروع قصير الأجل إلى أن يحدث جديد، قد يصل إلى سلسلة من خمسة أعمال متتالية أولهم سيصدر قريباً والهدف منها هو جذب قراء جدد من الشباب وإظهار قدرة الرواية العربية على نقل عوالم جديدة.
س:
كيف تمكنت من صقل موهبتك الأدبية؟
– من خلال القراءة ثم القراءة في كافة الألوان ومن ثم العصف الذهني ومشاهدة الأفلام العالمية.
س:
ما الأدوات التي يجب أن يمتلكها الكاتب؟
– أولاً أن تكون لغته جيدة دون مغالاة وتكلف، فلا بد أن يتذكر أن نجاح عمله يتوقف على مدى وصوله لإدراك واستيعاب القارئ العادي غير المتخصص.
– ثانياً قدرته على بناء الشخصيات ورسمها بطريقة مميزة.
– ثالثاً إيجاد فكرة جديدة وطريقة تناولها بشكل مختلف.
س:
برأيك هل يحصل الكاتب على التقدير في عصرنا هذا كما كان يحدث من قبل؟
– لكل عصر لغته الخاصة به وطريقة تعبير مختلفة، فالكاتب في يومنا هذا يحصل على قدر مناسب من التقدير لكن أظنه يختلف عما سبق.
س:
من وجهة نظرك ما السبب في هذا؟
– لأسباب عديدة منها سرعة إيقاع العصر الحالي، وربما كثرة عدد الكتاب بشكل مبالغ فيه، وسهولة النشر لمن يكتب ومن لا يكتب ولا يقرأ.
س:
كيف يحافظ الكاتب على استمرارية نجاحه وسط هذه الأعداد الكبيرة من الكتاب؟
– أن يبذل قصارى جهده في العمل على نفسه وتطوير أدواته، وأن يصدق القارئ ويكتب له دون تصنع، ويستمر في طريق هدفه الذي مهما طال سيبلغه بالعمل الجاد والصادق.
س:
كيف يمكننا الحكم على كاتب ما بأنه نجح في مشروعه الأدبي ورحلته مع الكتابة؟
– بمدى قدرته على الوصول للقراء من دون أن يخل بأسس وقواعد الرواية العربية.
– ويسهل قياس ذلك بشكل كبير الآن من خلال منصات ومجموعات القراءة عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة (السوشيال ميديا).
س:
ما مميزات تطور ملامح الوسط الأدبي؟
– أرى أن أفضل ما حدث من مظاهر التطور في الوسط الأدبي هو ظهور مجموعات القراءة الكثيرة المتميزة في مواقع التواصل الاجتماعي والتي تقرب المسافات وتسهل التواصل بين القراء والكتاب…
– أنا متابع جيد لبعض المجموعات المتميزة وأكتب بعض المقالات من خلالها مثل بوك مارك والكورنر.
س:
ما أعمالك المنشورة؟
– أول رواية كتبتها كانت “سادومي” وهي رواية كانت تناقش قضية مجتمعية ظهرت في مجتمعاتنا العربية مؤخراً، تدور حبكتها حول ظاهرة المثلية وأسبابها.
– وروايتي الأحدث هي (باركينول) والتي صدرت عن دار “شهرزاد ” للنشر والتوزيع سنة (٢٠٢١) والتي تناولت بطولة ثنائية بين حازم الإنسان وصديقه رامي الصرصار، فدارت أحداثها حول صراع الطموح الإنساني وكيف يدفع بصاحبه نحو الهاوية إذا تخلى عن مبادئه…
– هي رحلة تبدأ برغبة البطلين في الانتحار من خلال حوار فلسفي ساخر بينهما.
س:
ما أعمالك القادمة؟
– الرواية القادمة على مشارف النشر قريباً وتعد هي حجر الأساس في المشروع الذي أشرت إليه من قبل أثناء حديثي.
– غير مصرح بذكر أي تفاصيل عنها لكنها ستكون مفاجأة حقيقية للقراء.
س:
ما أمنياتك للمستقبل؟
– نجاح مشروعي الروائي القادم وتحويل السلسلة إلى عمل سينمائي.
س:
ما الكلمة التي تود توجيهها للقراء والمتابعين لكتاباتك؟
– قارئي العزيز النجاح بدونك مستحيل .. أهدي إليك كل أعمالي وأتمنى أن تجد طريقًا للمتعة من خلالهم.
في الختام نتمنى لك التوفيق والنجاح الدائم.
نترككم مع باقة مميزة من كتاباته الساحرة.
“اقتباسات”
إذا أجنحة أحدهم اِمتنعت عن َحْمله في َالهواء، بعد أن َتهيأ للطيران، وأطمأن لقدرته على التحليق في أديم السماء، وقفز، فبالتتابع حتماً سيلقى حدفه، وهذا حديث العقل، لكن ليس لاصطدامه بالأرض الذي سيهشم عظامه ويبعثرها إلى مئة شظية، ففضلاً عن حدوث ذلك، سيكون سقوطه وهو ينتظر معانقة الموت قد خلب روحه ليمزق نسيجها في الهواء، فتتطاير ذراتها ويهبط دونها جثة هامدة، هذا هو الأسبق والكفيل بقتله، ما يسمى بالصدمة القاتلة.
“رواية باركينول”.
***********
فمن منا يعلم أي طريق سيسلك، ومن سيقابل، وإلى أي مستقر سيسكن، وإن كان في المستقبل القريب؟!
” رواية باركينول”.
************
كيف يكون الركض على حواف الموت إذا؟!
كيف يفكر ملك قد خسر ُملكه، على مشارف الموت وفقدان الأسرة، وهو خالي الوفاض؟!
“رواية باركينول”.
*************
للمزيد: