قصائد المقاومة والثورة : الشعر العربي في مواجهة الاستبداد وكيف أستطاع الشعراء بكلمات إثارة حماس الشعوب، قصائد المقاومة تعبر عن نضال الشاعر بكلماته ضد الظلم والاستبداد مطالبا بحريته وحقوقه، وبث تلك الروح في الناس، فهناك الكثير من القضايا التي اشعلت في قلوب مناضيلها الغيرة على اوطانهم، وكان منها القضية الفلسطينة، والعراق، ومصر أيضا قديما، حيث أستطاع الكاتب التعبير بكل قوة وشفافية عن ذاته الواعيه، وكيفية أن الحق في حياة كريمة وبكل حرية هو غايته العليا.
قصائد المقاومة والثورة : الشعر العربي في مواجهة الاستبداد
استطاع الشاعر محمود درويش الشاعر الفلسيطني أن يكتب الكثير عن الوطن، وكيف أفرغ كامل غضبه في كلمات كان لها الأثر الكبير في زيادة حماس ابناء شعبه، فقد قال في قصيدة جبين وغضب:
وطني ! يا أيها النسرُ الذي يغمد منقار اللهبْ في عيوني
أين تاريخ العرب؟ كل ما أملكه في حضرة الموت: جبين وغضب.
وأنا أوصيت أن يزرع قلبي شجرةْ وجبيني منزلاً للقُبَّرهْ.
وطني إنا ولدنا وكبرنا بجراحك وأكلنا شجر البلّوط…
كي نشهد ميلاد صباحك أيها النسر الذي يرسف في الأغلال من دون سببْ
أيها الموت الخرافيُّ الذي كان يحب لم يزل منقارك الأحمر في عينيَّ سيفاً من لهب…
وأنا لست جديراً بجناحك كل ما أملكه في حضرة الموت: جبين … وغضب !
قصيدة رد الفعل
وطني ! يعلمني حديدُ سلاسلي عنف النسور
ورقة المتفائلِ ما كنت أعرف أن تحت جلودنا ميلادَ عاصفةٍ …
وعرس جداولِ سَدُّوا عليَّ النور في زنزانةٍ فتوهَّجتْ في القلب …
شمسُ مشاعلِ كتبوا على الجدار..
مرج سنابلِ رسموا على الجدار صورَ قاتلي فمحتْ ملامحَها ظلالُ
جدائلِ وحفرتُ بالأسنان رسمك دامياً وكتبتُ أُغنية العذاب الراحلِ
أغمدت في لحم الظلام هزيمتي وغرزت في شعر الشموس أناملي
والفاتحون على سطوح منازلي لم يفتحوا إلاّ وعود زلازلي !
لن يبصروا إلاّ توهُّج جبهتي لن يسمعوا إلاّ صرير سلاسلي
فإذا احترقت على صليب عبادتي أصبحت قديساً.. بِزَيّ مُقاتلِ
قصيدة وطن
علِّقوني على جدائل نخلةْ واشنقوني …
فلن أخون النخلةْ! هذه الأرض لي…
وكنت قديماً أحلبُ النوق راضياً ومولَّهْ
وطني ليس حزمه من حكايا ليس ذكرى وليس قصةً
أو نشيداً ليس ضوءاً على سوالف فُلّهْ وطني غضبة الغريب
على الحزن وطفلٌ يريد عيداً وقبلةْ
ورياح ضاقت بحجرة سجن وعجوز يبكي بنيه ..
وحلقهْ هذه الأرض جلد عظمي وقلبي…
فوق أعشابها يطير كنحلةْ علِّقوني على جدائل نخلةْ
واشنقوني فلن أخون النخلةْ!
قصائد المقاومة والثورة : الشعر العربي في مواجهة الاستبداد وأقوال محمود درويش عن الوطن
- خبئي الدمع للعيد فلن نبكي سوى من فرح.
- في الهدوء نعيم وفي الصمت حياة وما بين الإثنين تفاصيل لا أحد يدركها
- كحب عابر وكوردة في الليل.. تُنسى. هل في وسعي أن اختار أحلامي، لئلا أحلم بما لا يتحقق..
- وكن من أنت حيث تكون واحمل عبء قلبك وحده.
- ليس الأمل مادة ولا فكرة.. إنه موهبة.
- عام يذهب وآخر يأتي وكل شيء فيك يزداد سوءاً يا وطني.
- سأَصير يوماً ما أُريدُ.. سأصير يوماً طائراً، وأَسُلُّ من عَدَمي وجودي.. كُلَّما احتَرقَ الجناحانِ اقتربتُ من الحقيقةِ، وانبعثتُ من الرمادِ.. أَنا حوارُ الحالمين، عَزَفتُ عن جَسَدي وعن نفسي لأُكمِلَ رحلتي الأولى إلى المعنى، فأَحرَقَني وغاب.. أَنا الغيابُ.. أَنا السماويُّ الطريدُ.
- بلَدٌ يُولَدُ من قبر بَلَد.. ولصوصٌ يعبدون الله كي يعبدهم شَعبٌ.. ملوكٌ للأبد وعبيدٌ للأبد.
- لولا الحنين إلى جنة غابرة لما كان شعرُ ولا ذاكرة ولما كان للأبدية معنى العزاء.
- سجِّل.. أنا عربي ورقمُ بطاقتي خمسونَ ألفْ وأطفالي ثمانيةٌ وتاسعهُم.. سيأتي بعدَ صيفْ.. فهلْ تغضبْ.. سجِّلْ.. أنا عربي وأعملُ مع رفاقِ الكدحِ في محجرْ وأطفالي ثمانيةٌ أسلُّ لهمْ رغيفَ الخبزِ، والأثوابَ والدفترْ من الصخرِ ولا أتوسَّلُ الصدقاتِ من بابِكْ ولا أصغرْ أمامَ بلاطِ أعتابكْ فهل تغضب.
عزالدين المناصرة
قصائد المقاومة والثورة الشاعر عزالدين المناصرة وهو من شعراء الثورة وكان من أجمل قصائد أضعوني والتي قال فيها:.
مضت سنتان… قالت جدّتي وبكتْ
وأعمامي،
يهزّون المنابرَ، آهِ ما ارتجّوا،
ولا ارتاعوا
مضت سنتانِ،
قال الشاعرُ المنفيُّ، حين بكى:
“أضاعوني
وأيَّ فتى، أضاعوا”
مضت سنتانِ… أرضُ الرومِ واسعةٌ…
وَجَدّي
دائماً عاثرْ
وسوقُ عكاظَ فيها الشاعرُ الصعلوكْ
وفيها الشاعرُ المملوكْ
وفيها الشاعرُ – الشاعرْ.
وأعمامي،
يقولونَ القصائدَ من عيونِ الشعرْ
وأمي،
مُهرةٌ شهباءُ تصهلُ قبلَ خيطِ الفجرْ
تفُكُّ هنا ضفائرَها
وتلبسُ ثوبها الأسودْ
وأمّي تقرأ الأشعارَ ﻓﻲ الأسواقْ
ﻭﻓﻲ الغاباتِ عند تجمُّع الأنهُرْ
وأمّي أنجبت طفلاً، له وَشْمانِ، يشبهني
فأنكرَ كلُّ أعمامي، وراحوا ينشدون الفَخرْ
وراحوا يشترونَ القولَ بالميزانْ
وأمي أَنْجبتْ طفلاً، له جرحانْ
فما ارتَجّوا… ولا ارتاعوا
وكان الطفلُ ينشدهم قصيدته:
“أضاعوني، وأيَّ فتىً أضاعوا”.
عرّجتُ صوبَ مدائنِ النومِ الكسيحةِ أستغيثْ
الكلُّ أقسمَ أن ينامْ
قَدَمٌ على قدمٍ ومثلُك لا ينامْ
حجرٌ هو المنفى وصوّانٌ وشوكٌ من رخامْ
مريد البرغوثي
يعد الكاتب مريد البرغوثي من اهم الشعراء الفلسطنيين، وكانت حياته تحفها الكتابه والشعر فقد تزوج من الروائية رضوى عاشور، وليكون ابنه تميم البرغوثي، له الكثير والكثير من قصائد الشعر الوطنية والتي منها :.
أعرفُ أنها لا تجيبُ .. لكنني، بين غارتين
سألتُ الحربَ أسئلةً بسيطةً .. من أين تأتين بهذه الهمّة؟
أتعلمين أنك لم تطلبي إجازةً .. من عملك على أرض البشر
منذ كان البشر؟ .. ألا تفكّرين ببيتٍ يخصُّك
له بابٌ يُنَجِّرُهُ نجّارون حقيقيّون .. من خشبٍ مألوف
بابٌ إذا انفتح، يستطيع، كأمثاله، .. أن ينغلق
ونافذةٌ حين تطلُّ على مشهدٍ .. فإنها لا تغيّره؟
ألم تصادقي يوماً مخدّة؟ .. ألا تفكرين بغرفة استقبالٍ
تقدّمين فيها لضيوفك .. شاياً غير مُهَدَّد
وموسيقى بلا نحاس؟ .. ثم تعالي نتحدّثُ في أمرٍ محرجٍ:
حتى العنزةُ تُنَظِّفُ مكانَها أيتها الحرب .. وأنتِ لا تنظّفين مكانك
كيف تسحرين ضحاياك للقيام بخدمتكِ .. حتى وهم، بأكملهم، داخل البكاء؟
حتى أدوات عملكِ اليوميّ .. هم يوفرونَها لك
يجرّون لكِ الثقيل والخفيف .. ويهيّئون لكِ الذرائع
ويجددون لكِ الإقامة … يحملونكِ على ظهورهم المكسورة
ليجوزوا بكِ الجبال والمنحدرات والأنهار وتجاعيد الليل .. يزيحون من طريقك القلاعَ والعقلَ
وفي المشهد الأخي ..هم من يحفرون، على عجلٍ،
ما لا بدّ من حفره .. ويرتّبون الصمتَ الأبديّ
في صناديق الخشب .. يحيّرهم حذاؤكِ الموهوبُ،
حذاؤك القادر. .. كيف تظهرين في مكانين في وقتٍ واحد؟
في ثلاثةِ أماكن؟ .. يحيّرهم كيف تحتفظين بهذا القوام
وأنتِ تأكلينَ كلَّ ما يخطرُ ببالكِ؟ .. ألهذا يُغرَمُ بكِ صاحبُ الرتبة على الكتف
وصاحب الأرصدة في البنوك؟ .. وما لديهما من خدم؟
سميح القاسم: الشِّعر المقاوم (1939 – 2014)
شاعر فلسطيني لم تستطع سلطات الاحتلال أن تكسره ابدا، ظل يدعو للحرية والدفاع عن بلاده، ومن جمال تلك القصائد عن المقاومة والثورة في الشعر العربي في مواجهة الاستبداد كتب:.
أحبابُنا خلفَ الحدودِ
ينتظرونَ حبّةً من قمحهمْ
وقطرةً من زيتِهم… ويسألون
كيفَ حالُ بيتنا التريك
وكيفَ وجهُ الأرضِ… هل يعرفنا إذا نعودُ؟
يا ويلنا..
حطام شعبٍ لاجئ شريدْ
يا ويلنا من عيشةِ العبيد
فهل نعود؟ هل نعود؟!
كما قال في قصيدة أخرى:
قلت لي – أذكر -
من أي قرار
صوتك المشحون حزناً وغضب
قلت يا حبي، من زحف التتار
وانكسارات العرب!
قلت لي: في أي أرض حجرية
بذرتك الريح من عشرين عام
قلت: في ظل دواليك السبية
وعلى أنقاض أبراج الحمام!
قلت: في صوتك نار وثنية
قلت: حتى تلد الريح الغمام
جعلوا جرحي دواة، ولذا
فأنا أكتب شعري بشظية.