أجمل قصائد الحب والغزل في الشعر العربي القديم كثيرة ومتعددة، والدليل على ذلك انها عاشت مئات السنين، يتميز الشعر العربي بقوة كلماته، والمحسنات البديعية، ستجد انه كلام موزون ومقفي، وستجد ان شعراء العرب أستطاعوا ان يخرجوا كافة مشاعرهم في قصائدهم، تباين الشعر بتباين الشعراء واختلاف أحاسيسهم، علاوة على هذا استطاع الشعراء تسجيل بطولات عصورهم في قصائد جعلت منها مرجع للكل شخص مهتم بتاريخ بلاده ووطنه، تطور الشعر بتطور الزمان فقد كان في أول الأمر بدون قافية، ومن ثم انتقلوا الى السجع، وتعددت الأوزان في الشعر العربي القديم وأختلفت في المدح، والهجاء، وأيضاً الهزج والغزل.
أجمل قصائد الحب والغزل في الشعر العربي القديم
الشاعر علقمة بن عَبَدة بن ناشرة بن قيس
وفي الحَيِّ بَيضاءُ العَوارِضِ ثَوبُها
إِذا ما اسبَكرَّت لِلشَّبابِ قَشيبُ وَعِيسٍ بَرَيناها
كأنَّ عُيونَها قَواريرُ في أذهانِهِنَّ
نُضوبُ ولستَ لإنسيٍّ ولكنْ لِمَلأَكٍ تَنزَّلَ من جَوِّ السَّماءِ يَصوبُ
وأنتَ أزلتَ الخُنزُوانَة َ
عنهمُ بِضَربٍ له فوقَ الشُّؤونِ
وجيبُ وأنتَ الّذي آثارُهُ في عَدُوِّهِ
منَ البُؤسِ والنُّعمَى لهُنَّ نُدوبُ
الشاعر عنترة بن شداد
جُفونُ العَذارى مِن خِلالِ البَراقِع
أَحَدُّ مِنَ البيضِ الرِقاقِ القَواطِعِ
إِذا جُرِّدَت ذَلَّ الشُجاعُ
وَأَصبَحَت مَحاجِرُهُ قَرحى بِفَيضِ المَدامِعِ
سَقى اللَهُ عَمّي مِن يَدِ المَوتِ جَرعَةً
وَشُلَّت يَداهُ بَعدَ قَطعِ الأَصابِعِ
كَما قادَ مِثلي بِالمُحالِ إِلى الرَدى
وعَلَّقَ آمالي بِذَيلِ المَطامِعِ
لَقَد وَدَّعَتني عَبلَةٌ يَومَ بَينِه وَداعَ
يَقينٍ أَنَّني غَيرُ راجِعِ
وَناحَت وَقالَت كَيفَ تُصبِحُ بَعدَن
إِذا غِبتَ عَنّا في القِفارِ الشَواسِعِ
وَحَقِّكَ لا حاوَلتُ في الدَهرِ سَلوَةً
وَلا غَيَّرَتني عَن هَواك مَطامِعي
فَكُن واثِقاً مِنّي بِحسنِ مَوَدَّةٍ وَعِش ناعِماً
في غِبطَةٍ غَيرِ جازِعِ
فَقُلتُ لَها يا عَبلَ إِنّي مُسافِرٌ
وَلَو عَرَضَت دوني حُدودُ القَواطِعِ
خُلِقنا لِهَذا الحب مِن قَبلِ يَومِن
فَما يَدخُلُ التَفنيدُ فيهِ مَسامِعي
أَيا عَلَمَ السَعدِي هَل أَنا راجِعٌ
وَأَنظُرُ في قُطرَيكَ زَهرَ الأَراجِعِ
وَتُبصِرُ عَيني الرَبوَتَينِ وَحاجِر
وَسُكّانَ ذاكَ الجِزعِ بَينَ المَراتِعِ
وَتَجمَعُنا أَرضُ الشَرَبَّةِ وَاللِوى
وَنَرتَعُ في أَكنافِ تِلكَ المَرابِعِ
فَيا نَسَماتِ البانِ بِاللَهِ خَبِّري عُبيلَةَ
عَن رَحلي بِأَي المَواضِعِ
وَيا بَرقُ بَلِّغها الغَداةَ تَحِيَّتي
وَحَيِّ دِياري في الحِمى وَمَضاجِعي
أَيا صادِحاتِ الأَيكِ إِن مُتُّ فَاِندُبي عَلى تُربَتي
بَينَ الطُيورِ السَواجِعِ
وَنوحي عَلى مَن ماتَ ظُلماً
وَلَم يَنَل سِوى البُعدِ عَن أَحبابِهِ وَالفَجائِعِ
وَيا خَيلُ فَاِبكي فارِساً كانَ يَلتَقي
صُدورَ المَنايا في غُبار المَعامِعِ
أجمل قصائد الحب والغزل في الشعر العربي القديم النابغة الذبياني
سَقَطَ النّصيفُ، ولم تُرِدْ إسقاطَهُ
فتناولتهُ واتقتنا باليدِ بمُخَضَّبٍ رَخْصٍ
،كأنّ بنانَهُ عنم على اغصانه
لم يعقدِ نظرَتْ إليك بحاجة ٍ لم تَقْضِها نظرَ السقيمِ
إلى وجوهِ العودِ قامتْ تراءى بينَ سجفيْ
كلة كالشّمسِ يومَ طُلُوعِها بالأسعُدِ أوْ دُرّة ٍ
صَدَفِيّة ٍ غوّاصُها بهجٌ متى
يرها يهلّ ويسجدِ أو دُميَة ٍ مِنْ مَرْمَرٍ،
مرفوعة مِن لُؤلُؤٍ مُتتابِعٍ،
مُتَسَرِّدِ لو أنها عرضتْ
لأشمطَ راهب عبدَ الإلهِ صرورة ٍ
متعبدِ لرنا لبهجتها وحسنِ حديثها
ولخالهُ رشداً وإنْ لم يرشدِ
طرفة بن العبد
أتعْرِفُ رسمَ الدارِ قَفْراً مَنازِلُهْ
كجفْنِ اليمانِ زخرفَ الوشيَ ماثلُهْ
بتثليثَ أو نجرانَ أو حيثُ تلتقي
منَ النّجْدِ في قِيعانِ جأشٍ مسائلُه
دِيارٌ لِسلْمى إذ تصِيدُكَ بالمُنى
واذ حبلُ سلمى منكَ دانٍ تواصُلُه
وإذ هيَ مثلُ الرّئمِ
صِيدَ غزالُها لها نظرٌ ساجٍ اليكَ تواغِلُه
غَنِينا وما نخشى التّفرّقَ حِقبَة ً
كِلانا غَرير ناعِمُ العيش باجِلُه
لياليَ أقتادُ الصِّبا ويقودُني يجولُ
بنا ريعانُهُ ويُحاولُه
سما لكَ من سلْمى خيالٌ
ودونَها سَوَادُ كَثِيبٍ عَرْضُهُ فأمايِلُهْ
فذَو النيرِ فالأعلامُ من جانب الحمى
وقُفٌّ كظَهْرِ التُّرْسِ تجري أساجله
وأنَّى اهتدَتْ سلمى وسائلَ بينَنَا بَشاشَة
ُ حُبٍّ باشرَ القلبَ داخِلُهْ
وكم دونَ سلمى من عدوٍّ وبلدة ٍ
يَحارُ بها الهادي الخفيفُ ذلاذلُه
يَظَلُّ بها عَيرُ الفَلاة ِ
كأنّهُ رقيبٌ يخافي شخصَهُ ويضائلُهْ
وما خلتُ سلمى قبلَها ذاتَ رجلة ٍ
إذا قسوريُّ الليلِ جيبتْ سرابلهْ
وقد ذهبَتْ سلمى بعقلِكَ
كلَّهِ فهَلْ غيرُ صَيدٍ أحْرَزَتْهُ حَبائِله
كما أحْرَزَتْ أسْماءُ قلبَ مُرَقِّشٍ
بحُبٍّ كلمْعِ البَرْقِ لاحتْ مَخايله
وأنْكَحَ أسْماءَ المُرَاديَّ يَبْتَغي
بذلكَ عوفٌ أن تصابَ مقاِتله
فلمَّا رأَى أنْ لا قرارَ يقرُّهُ
وأنّ هوَى أسماء لابُدّ قاِتله
ترحلَ من أرضِ العراقِ مرقشٌ
على طربٍ تهوي سراعاً رواحِله
إلى السروِ أرضٌ ساقه
نحوها الهوى ولم يدرِ أنَّ الموتَ بالسّروِ غائلهْ
فغودِرَ بالفَرْدَين أرضٍ نَطِيّة ٍ
مَسيرَة ِ شهْرٍ دائبٍ لا يُوَاكِله
فيا لكَ من ذي حاجة ٍ
حيلَ دونَها وما كلُّ ما يَهوَى
امرُؤ هو نائِله فوجدي بسلمى
مثلُ وَجْدِ مُرَقِّشٍ بأسْماءَ إذ لا تَستفيقُ عَواذِله
الشاعر قيس بن الملوح
تَذَكَّرتُ لَيلى وَالسِنينَ الخَوالِيا – وَأَيّامَ لا نَخشى عَلى اللَهوِ ناهِيا
بِثَمدَينِ لاحَت نارَ لَيلى وَصَحبَتي – بِذاتِ الغَضا تَزجي المَطِيَّ النَواجِيا
فَقالَ بَصيرُ القَومِ أَلمَحتُ كَوكَباً – بَدا في سَوادِ اللَيلِ فَرداً يَمانِيا
فَقُلتُ لَهُ بَل نارَ لَيلى تَوَقَّدَت – بِعَليا تَسامى ضَوؤُها فَبَدا لِيا
فَلَيتَ رِكابَ القَومِ لَم تَقطَعِ الغَضا – وَلَيتَ الغَضى ماشى الرِكابَ لَيالِيا
فَقُلتُ وَلَم أَملِك لِعَمروِ بنِ مالِكٍ – أَحتَفٌ بِذاتِ الرَقمَتَينِ بَدا لِيا
تَبَدَّلتِ مِن جَدواكِ يا أُمَّ مالِكٍ – وَساوِسَ هَمٍّ يَحتَضِرنَ وِسادِيا
فَإِنَّ الَّذي أَمَّلتَ مِن أُمِّ مالِكٍ – أَشابَ قَذالي وَاِستَهامَ فُؤادِيا
فَلَيتَكُمُ لَم تَعرِفوني وَلَيتَكُم – تَخَلَّيتُ عَنكُم لا عَلَيَّ وَلا لِيا
خَليلَيَّ إِن بانوا بِلَيلى فَقَرِّبا – لِيَ النَعشَ وَالأَكفانَ وَاِستَغفِرا لِيا
وَخُطّا بِأَطرافِ الأَسِنَّةِ مَضجَعي – وَرُدّوا عَلى عَينَيَّ فَضلَ رِدائِيا
وَلا تَحسِداني بارَكَ اللَهُ فيكُما – مِنَ الأَرضِ ذاتِ العَرضِ أَن توسِعا لِيا
فَيَومانِ يَومٌ في الأَنيسِ مُرَنَّقٌ – وَيَومَ أُباري الرائِحاتِ الجَوارِيا
إِذا نَحنُ أَدلَجنا وَأَنتَ أَمامَنا – كَفى لِمَطايانا بِريحِكِ هادِيا
أَعِدَّ اللَيالي لَيلَةً بَعدَ لَيلَةٍ – وَقَد عِشتُ دَهراً لا أُعِدَّ اللَيالِيا
إِذا ما طَواكِ الدَهرُ يا أُمَّ مالِكٍ – فَشَأنُ المَنايا القاضِياتِ وَشانِيا
رُوَيداً لِئَلّا يَركَبَ الحُبُّ وَالهَوى – عِظامَكَ حَتّى يَنطَلِقنَ عَوارِيا
وَيَأخُذَكَ الوَسواسُ مِن لاعِجِ الهَوى – وَتَخرَسُ حَتّى لا تُجيبُ المُنادِيا
خَليلَيَّ إِن دارَت عَلى أُمِّ مالِكٍ – صَروفُ اللَيالي فَاِبغِيا لِيَ ناعِيا
وَلا تَترِكاني لا لِخَيرٍ مُعَجَّلٍ – وَلا لِبَقاءٍ تَطلُبانِ بَقائِيا
خَليلَيَّ لَيلى قُرَّةُ العَينِ فَاِطلُبا – إِلى قُرَّةِ العَينَينِ تَشفى سَقامِيا
خَليلَيَّ لا وَاللَهِ لا أَملِكُ البُكا – إِذا عَلَمٌ مِن آلِ لَيلى بَدا لِيا
خَليلَيَّ لا وَاللَهِ لا أَملِكُ الَّذي – قَضى اللَهُ في لَيلى وَلا ما قَضى لِيا
قَضاها لِغَيري وَاِبتَلاني بِحُبِّها – فَهَلّا بِشَيءٍ غَيرَ لَيلى اِبتَلانِيا
خَليلَيَّ لا تَستَنكِرا دائِمَ البُكا – فَلَيسَ كَثيراً أَن أُديمَ بُكائِيا
أجمل قصائد الحب والغزل في الشعر العربي القديم للشاعر جميل بن معمر
ألا ليتَ ريعانَ الشبابِ جديدُ
ودهراً تولى يا بثينَ يعودُ
فنبقى كما كنّا نكونُ وأنتمُ قريبٌ
وإذ ما تبذلينَ زهيدُ
وما أنسَ مِ الأشياء لا أنسَ
قولها وقد قُرّبتْ نُضْوِي أمصرَ تريدُ
ولا قولَها لولا العيونُ التي ترى لزُرتُكَ
فاعذُرْني فدَتكَ جُدودُ
خليلي ما ألقى من الوجدِ
باطنٌ ودمعي بما أخفيَ الغداة شهيدُ
ألا قد أرى واللهِ أنْ ربّ عبرة
إذا الدار شطّتْ بيننا ستَزيد
إذا قلتُ ما بي يا بثينة ُ
قاتِلي من الحبّقالت ثابتٌ ويزيدُ
وإن قلتُ رديّ بعضَ عقلي أعشْ
به تولّتْ وقالتْ ذاكَ منكَ بعيد
فلا أنا مردودٌ بما جئتُ طالباً
ولا حبها فيما يبيدُ يبيدُ
جزتكَ الجواري يا بثينَ سلامة
إذا ما خليلٌ بانَ وهو حميد
وقلتُ لها بيني وبينكِ فاعلمي
من الله ميثاقٌ له وعُهود
وقد كان حُبّيكُمْ طريفاً وتالداً
وما الحبُّ إلاّ طارفٌ وتليدُ
وإنّ عَرُوضَ الوصلِ بيني وبينها
وإنْ سَهّلَتْهُ بالمنى لكؤود
وأفنيتُ عُمري بانتظاريَ
وَعدها وأبليتُ فيها الدهرَ وهو جديد