الكاتبة المُتألقة “أميرة سامي العميري” في حوارٍ خاص، تكشف لنا أسرار عن روايتها والحديث عن مسيرتها الأدبية في لقاء الأمنيات.
مَن هي الكاتبة أميرة سامي العميري؟
كاتبة مصرية من مواليد القاهرة، تخرجت في كلية العلوم جامعة عين شمس قسم ميكروبيولوچي، أعمل معلمة ومدربة في مجال غير الناطقين باللغة العربية.
متى بدأتِ مسيرتكِ الأدبية؟
أحب الكتابة من صغري، كنت أمارسها كهواية في أنشطة المدرسة والجامعة، كتبتُ عددًا كبيرًا من المقالات الخاصة بمجال عملي والمقالات الأدبية والقصص القصيرة منشورة على الشبكة وعلى بعض المواقع، وفزتُ في عدد من المسابقات عن بعضها، حتى أصدرت روايتي الأولى: «تحت شلالات النياجرا».
عمَّ تدور أحداث الرواية ومِن أين بدأت الفكرة؟
الرواية اجتماعية رومانسية، تدور أحداثها في الفترة بين عامي 2000 و 2011 وتنتقل الأحداث من القاهرة إلى مقاطعة تورنتو بكندا.
فكرة العمل كانت لدي من سنوات وكنتُ أؤجل خطوة البدء في صياغتها كرواية لعدم اكتمال الحبكة في خيالي، حتى شرعت في كتابتها شهر فبراير 2020، واستغرقت كتابتها وصياغتها والمراجعة والتنقيح حوالي عام ونصف، وقد وفقني الله تعالى وفتح لي في كل مراحل إعدادها وخطوات ظهورها للنور.
هل تشعرين أنكِ حققت ما كنتِ تتوقعينه من نجاح لروياتكِ الأولى؟
بل أكثر كثيرًا مما توقعته، تفاجئت برأي القرّاء في الرواية وهذا القدر من الإعجاب والثناء عليها، حتى أن الطبعة الثانية لها صدرت بعد أسبوع واحد من نشر الرواية لأول مرة بمعرض الكتاب السابق، وما زلت حتى الآن أتلقى رسائل من القراء يتحدثون فيها عن شدة تأثرهم بالأحداث ومعايشتهم لكل مشهد فيها، ولله وحده الحمد والفضل في ذلك.
ما سبب نجاحها في رأيك؟ خاصة أنها عملكِ الروائي الأول؟
محض فضل من الله سبحانه وتعالى أولًا، وأظن أن حرصي الشديد على عدم كتابة جملة واحدة لا أشعر بها هو ما جعل هذا الشعور الصادق يصل للقراء، هذه الرواية كتبتها بإحساسي لدرجة أنني في كل مرة أقرأها أتأثر بكل مشهد فيها كأنها أول مرة.
ولا أنكر -كونها عملي الروائي الأول- الدور الكبير الذي لعبه غلاف الرواية حيث أبدع المصمم عبد الرحمن ساندوبي في صنع لوحة فنية رائعة على الغلاف، فكانت خير عنوان لمضمونها، وكثير من القراء أخبروني أن انجذابهم للغلاف هو ما شجعهم على اقتناء الرواية، سواء الألوان أو الفكرة أو دمج التفاصيل.
وأخيرًا أحب أن أشيد بالدور الذي لعبته (دار إبهار للنشر والتوزيع) من تبني وتشجيع المواهب الشابة ثم النشاط بالمشاركة في المعارض المحلية والدولية، والتسويق لأعمال كتّابها عن طريق وسائل الدعاية والتوزيع الممكنة.
هل لكِ أيّة أنشطةٍ أخرى؟
نعم. لي بعض المؤلفات في مجال عملي، وقناة متخصصة على يوتيوب لتدريب المعلمين.
كانت موهبةً أم مقدرةً؟
الموهبة هي الأساس، ومَلَكة الكتابة الأدبية من الصعب اكتسابها إن لم تكن موهبة ذاتية، لكن الموهبة وحدها لا تكفي، لا بد من ثقلها بالدراسة والاطلاع وكثرة القراءة والتدرب.
كيف حققتِ نجاحًا بظهورك على مواقع التواصل بهذه الفترة؟
لم يكن الظهور هدفًا لي أو دافعًا لكتابة شيء، منذ البداية وأنا أكتب فقط من أجل الكتابة، وما لم أنشره أكثر مما نشرته، أرى أنه لا ينبغي للكاتب أن يتخذ من الظهور والشهرة هدفًا له، ولا يعير هذا الأمر اهتمامًا؛ خاصة في زمن مواقع التواصل الذي تعتمد فيه الشهرة على فعل غير المألوف أو جذب الانتباه وإثارة الجدل دون أي اعتبار للقيم والأخلاق.
“الألوان تُؤثِر على شخصية الكاتب” ما مدى صِحّة هذه العبارة برأيك ولماذا؟
طبعًا، الألوان لها تأثير كبير على الحالة النفسية ومزاج الشخص، وكثيرًا ما يتغير مزاجنا للأحسن بمجرد رؤية صورة بألوان مبهجة، أو تعترينا مشاعر مختلفة بالحنين أو الشوق أو الوحدة بسبب ما عرض لنواظرنا من مشاهد وألوان مختلفة.
شخص تتخذينه قدوةً لك في مجال الكتابة؟
من صغري وأنا أقرأ للجميع من كتّاب الأجيال السابقة والمعاصرة، والأعمال المترجمة للأدباء من غير العرب، ودائمًا كنت أجد أن عملًا واحدًا أو أكثر لكاتب بعينه أقرب لي من بقية أعماله، لذلك كنت أتأثر بالمكتوب أكثر من الكاتب، لكن أول من كان له الفضل في حبي للقراءة هو الراحل عبد الوهاب مطاوع رحمه الله، كان كاتبًا إنسانيًا بامتياز، وإلى الآن أقدّم وأفضّل الكتابات الإنسانية عن غيرها بسبب تأثري به رحمه الله.
شخص ترغبين في تقديم الشكر والامتنان له؟
ليس شخصًا واحدًا، بل كل فرد من أهلي الذين كانوا ولا زالوا الداعم الأول لي من أكبر لأصغر فرد فيهم، وأساتذتي الذين آمنوا بي وبموهبتي، وأصدقائي والمتابعين لي على شبكات التواصل، وكل شخص اقتطع من وقته دقيقة واحدة ليقرأ شيئًا كتبته، أو يرسل كلمة تشجيع أو ثناء طيبة، كلهم أحمل لهم امتنانًا وشكرًا لا توفيه كلمات، وأهديهم كل إنجاز ونجاح حققته أو سأحققه بإذن الله.
نصيحة ترغبين في توجيهها للشباب؟
أنصحهم بالاعتزاز بلغتهم العربية، وهويتهم، وعدم تضييع أغلى مرحلة في أعمارهم وهي مرحلة الشباب دون استغلال جاد وسعي حثيث لرسالة نافعة تحت مظلة القيم والأخلاق، وبكثرة القراءة والاطلاع واكتساب مهارات جديدة.
نهايةً أشكرك جدًا وكم سُررتُ بحواري معكِ الكاتبة المبدعة أميرة سامي، وفي انتظار إنجازاتٍ أُخرى، وفقك الله وسدد خُطاكِ.
بل أنا الشاكرة لكِ على إتاحة هذه الفرصة الطيبة، وكنت أسعد بذلك اللقاء الماتع، شكرًا لك.
للمزيد: