تحليل قصيدة “الجسر” لمحمود درويش: رمز الحرية والصمود هو أحد اهم العلامات التى احدثت فارقاً شعرياً في تاريخ الشعر، حيثُ استتطاع ذاك الشاعر الفلسطيني الذي نشأ في تلك القرية التي أصبحت حاليا مقرا للكثير من اليهود، قرية البروة والتي أُسميت حالياً أحيهود، أن يسافر ذاك الشاب بكلماته الرنانة المدوية بتلك القصيدة، الجسر هي قصيدة تحوي العديد من المعاني الوطنية والتي سوف نستعرضها بأسلوب مبسط.
تحليل قصيدة “الجسر” لمحمود درويش: رمز الحرية والصمود
سوف نعود لوطننا سواء كنا زاحفون أو سيراً على أقدامنا هكذا قالوا، نحن شعباً صاحب إرادة صلبة نحن شعباً شجاع وآبي، نحن أناس أقوى من تلك الصخور التي قد يمر عليها الزمان وتتكسر ولكننا نحن لا، عشنا كثيرا في الظلام وهو دائماً ما كان قائدنا لم نخاف، لم يعلم هؤلاء العائدون الى وطنهم أن طريق عودتهم مليء بالأخطار والاهوال.
هم يعلمون مصيرهم المحتوم فهو السجن أو الموت، وهذا ليس بجديد فقد كان قبلهم الكثير الذين استشهدوا، وأمتلئ النهر بأجسادهم ودمائه، تلك الاشلاء سوف تكون مصير أي منهم، وهم يعلمون ذلك.
هناك 3 انواع سيفكرون بالعودة منهم ذلك الرجل الطاعن في السن معه ابنته، وذاك المحارب العائد ليلاً ويظلون في انتظار ان يسمح لهم العدو الغاشم أن يمروا الى ديارهم، ويظلون يسألون عن حالة بيوتهم وهل لا يزال فيها بعض من الماء.
ومن تحليل قصيدة “الجسر” لمحمود درويش متابعاً ليقول: وذاك الرجل العجوز يبحث عن مفتاح بيته وهو يقرا سورة من القرآن، ويجلس ليردد بيتاً من الشعر وهو فرح ليقول لا راحة لأنسان إلا وهو في بيته، فترد ابنته بكل حزن إن بيوتنا مدمرة فيرد هو بكل عز سوف نعيد بنائها، ووسط تلك التساؤلات تدوي صرخة من وسط جنود الاحتلال ليطلبوا منهم العودة.
ومن ثم يبدأ جنود الاحتلال في تجهيز بنادقهم والوقوف على حدود بلادهم، حتى يمنعوهم من دخولها، ويقف هنا الجنود على الجسر ليمنعوا أي شخص من دخول البلاد، هنا القتل أصبح مصير أي أنسان يطالب بحريته وحقه لأستعادة وطنه، وتبدأ أصوات البنادق في العلو.
ومن ثم تذهب الرصاصة الأولى لتدوي وتنير ظلام المخيم، وتذهب الثانية في صدر المحار السائر مع هذا الرجل العجوز وابنته، فيقوم ذاك الرجل بالامساك بيد ابنته ويترجى الجنود للأبقاء على حياة ابنتهم، أن يأخذو حياته بدلاً منها.
نعم أن القتل عند جنود الاحتلال هو غاية ومزاجاً من الصعب ان يتخلصوا منه، هم مزيفون ويقرأون تاريخهم المزيف، هم يزعمون ان لهم حق في أرضنا فلسطين، هم لم ينفذوا امر القتل في هذان الأثنين، بل قتلوا الشيخ العجوز، وقامو بأغتصاب ابنته وأخذ أعز ما لديها.
ومن ثم رجع الهدوء مرة أخرى في المكان، ليلفظ النهر أشلاء هؤلاء العائدون، أن العالم متغافل عما يحدث من جرائم وحشية في فلسطين، إن العائدون لا يدركون تلك المصاعب وما سوف يلاقون من وحشية، ويزداد ويتعاظم حلم العودة لوطننا فلسطين، ولتبدأ تلك الدماء في النهر تصنع نصباً لينير به دروب الاجيال القادمة، وتحثهم على التمسك بأراضيهم والأخذ بالثأر.
قصيدة “الجسر” لمحمود درويش
مشياً على الأقدام,
أو زحفاً على الأيدي نعودُ
قالو..
وكان الصخر يضمر
والمساءُ يداً تقودُ…
لم يعرفوا أن الطريق إلى الطريق
دمٌ, ومصيدة, وبيدُ
كل القوافل قبلهم غاصت,
وكان النهر يبصق ضفَّتيه
قطعاً من اللحم المفتَّت,
في وجوه العائدين
كانوا ثلاثة عائدين:
شيخ, وابنته، وجندي قديم
يقفون عند الجسر…
(كان الجسر نعساناً, وكان الليل قبَّعةً.
وبعد دقائق يصلون, هل في البيت ماء؟
وتحسس المفتاح ثم تلا من القرآن آية…)
قال الشيخ منتعشاً: وكم من منزل في الأرض
يألفه الفتى
قالت: ولكن المنازل يا أبي أطلالُ!
فأجاب: تبنيها يدانِ…
ولم يتمَّ حديثه, إذ صاح صوت في الطريق: تعالوا!
وتلته طقطقه البنادق..
لن يمرَّ العائدون
حرس الحدود مرابطٌ
يحمي الحدود من الحنين
(أمرٌ بإطلاق الرصاص على الذي يجتاز
هذا الجسر. هذا الجسرُ مقصلةُ الذي رفض
التسول تحت ظل وكالة الغوث الجديدهْ.
والموت بالمجان تحت الذل والأمطار, من
يرفضْهُ يقتل عند هذا الجسرِ، هذا الجسرُ
مقصلة الذي مازال يحلم بالوطن)
الطلقة الأولى أزاحت عن جبين الليل
قبعة الظلام
والطلقة الأخرى…
أصابت قلب جندي قديم
والشيخ يأخذ كف ابنته ويتلو
همساً من القرآن سورهْ
وبلهجة كالحلم قال:
عينا حبيبتيَ الصغيرة,
ليَ, يا جنود, ووجهها القمحي لي
لا تقتلوها, واقتلوني
(كانت مياه النهر أغزر.. فالذين
رفضوا هناك الموت بالمجان أعطوا النهر لوناً آخراً.
والجسر, حين يصير تمثالاً, سيُصبغ – دون
ريب – بالظهيرة والدماء وخضرة الموت
المفاجئ).
.. وبرغم أن القتل كالتدخين..
لكنَّ الجنود ((الطيِّبين)),
الطالعين على فهارس دفترٍ..
قذفته أمعاء السنين,
لم يقتلوا الاثنين..
كان الشيخ يسقط في مياه النهر…
والبنتُ التي صارت يتمهْ
كانت ممزقة الثياب,
وطار عطر الياسمين
عن صدرها العاري الذي
ملأته رائحة الجريمة
والصمتُ خيّم مرة أخرى,
وعاد النهر يبصق ضفَّتيه
قطعاً من اللحم المفتَّت
.. في وجوه العائدين
لم يعرفوا أن الطريق إلى الطريق
دم ومصيدة. ولم يعرف أحد
شيئاً عن النهر الذي
يمتص لحم النازحين
(والجسر يكبر كل يوم كالطريق,
وهجرة الدم في مياه النهر تنحت من حصى
الوادي ثماثيلاً لها لون النجوم, ولسعة الذكرى,
وطعم الحب حين يصير أكثر من عبادهْ).
- أستمع لقصيدة محمود درويش من هنا: قصيدة الجسر
- أقرأ : أجمل قصائد محمود درويش مترجمة إلى الإنجليزية