صرح الكاتب محمود زيدان في لقاء الأمنيات بأنه يحضر لعمل جديد بعنوان “فحيل” وهو يربط عالم الإنس والجن بطريقة مشوقة.
وقد خصنا الدكتور محمود زيدان بحوار صحفي في لقاء الأمنيات.
- محمود زيدان حافظ، السن (٤٠) سنة.
- الميلاد والنشأة بمحافظة “القاهرة“.
- خريج كلية الحقوق جامعة حلوان.
- يعمل “محامي حر“
الكاتب محمود زيدان ما هي مواهبك وهواياتك؟
- موهبتي (الكتابة) حيث أعتبر نفسي كاتب (روائي ومسرحي).
- هوايتي (المسرح قراءة وكتابة ومشاهدة ومتابعة) وأيضا القراءة بشكل عام.
إلى أي مجالات الكتابة تنتمي كتاباتك؟
- كتاباتي يغلب عليها الطابع الاجتماعي وظواهر الما وراء الطبيعة وكشف غموض تلك الظواهر وتوجيه الأنظار لكيفية مواجهتها والتعامل معها.
لمن تهدي كتاباتك؟
- أهدي كتاباتي لجميع من مر وجميع من بقى.
ما الذي تهدف إليه رواياتك؟
- تهدف رواياتي لشيء هام الأ وهو لفت نظر المجتمع للمهمشين.
من هو الأديب المفضل لديك؟
- الأديب المفضل لدي هو ” نجيب محفوظ”، وذلك لإهتمامه بمشاكل المجتمع ومناقشتها.
- وأحب أسلوب أنيس منصور في الكتابة وخاصة كتابه الرائع “حول العالم في ٢٠٠ يوم”.
- وعالميا أعشق مسرح “شكسبير” وتشرفت بتقديم أكثر من عمل مسرحي كممثل، ومنها على سبيل المثال “حلم ليلة صيف”، وأيضا مسرحية “عطيل”.
لمن تقرأ من الكتاب ؟
- أعشق القراءة بوجه عام، وأقرأ لجميع الكتاب، وأحب بوجه عام الكتابات المؤثرة ذات الكلمة الصادقة، والتي تهتم بمشاكل وقضايا المجتمع وإيجاد الحلول لها، حتي يكون للكتاب تأثير في المجتمع وله رسالة يسعي لتوصيلها.
متى اكتشفت قدراتك الإبداعية في الكتابة؟ وكيف كان ذلك؟
- كنت صغيرا في المرحلة الإبتدائية حين عشقت الكتابة، واستخدام الخيال والإهتمام بهموم المجتمع.
- منذ الصغر وأنا أهتم بموضوعات التعبير المدرسية، وأحببت مكتبة المدرسة الصغيرة.
- في المرحلة الإعدادية نشر لي نثر في جريدة “صوت المعادي” مناصرة لأطفال الحجارة بفلسطين.
- في المرحلة الجامعية وفريق المسرح والإنفتاح على الأدب العالمي ساهم كثيرا في ثقل الشغف والحب للكتابة.
- توقفت عن الكتابة تماما منذ ثورة يناير ٢٠١١ وحتي سنة (٢٠٢٠) وانشغلت بعملي وتكوين أسرة صغيرة.
- ثم تغير الوضع بأسره وليس بالنسبة لي فقط ولكن الكون بأكمله في هذا العام يرتبك بسبب الوضع الحالي، فتملك مني شغفي القديم وأنفتح أمامي عالم جديد وهو الجروبات وصفحات الفيس بوك، فعدت للكتابة ونشرت ما قمت بكتابته، فلاقي إستحسان مقبول، فاجتهدت وكتبت أكثر وأكثر حتي استطعت أن أنشر كتابين في عام واحد بقصتين مختلفتين تماما.
- فأنا أكن بالفضل للكورونا التي أعادتني للحياة.
ما الذي أثر في تكوين شخصيتك وبنائك الأدبي؟
- آثر في تكوين شخصيتي “الأسرة” ونشأتي في منطقة شعبية قديمة، تحافظ على القيم والمبادئ والعادات والتقاليد المصرية القديمة الجميلة، فترعرعت وسط أسر كثيرة جدا وجميعها تعتبر أسرتي مهمة ولها مكانتها الملحوظة.
- لست من سكان إمبابة أو مواليدها نهائيا، ولكنني أعشقها وأعشق أهلها، ومن كل ما سبق تشكل وجداني الأدبي.
ما هو رأيك في الوضع الحالي للأدب في مصر؟
- فيما يتعلق بالأدب في الوقت الحالي في مصر، أرى أن مصر تشهد طفرة أدبية رائعة لها إيجابيات ولها سلبيات ولكنها مميزة.
- ويبقي هنا المتلقي هو الميزان والفيصل بين النفيس والبخس. ولكن علينا أن نقر بأن مصر قادرة على استيعاب كافة أنواع الأدب واحتضان المواهب.
ما هو رأيك في مسرح توفيق الحكيم من ناحية السلبيات والإيجابيات؟
هو “مسرح الحكيم“، اسم على مسمي فهو الحكيم الذي هرب من مقصلة الرقابة بمجموعة من المؤلفات التي تبني فيها مجتمع الحمير، ومنها رائعته “الحمار يؤلف”
هو مسرح ثري يميل للإسقاطات والكوميديا السوداء.
لماذا اخترت الكتابة المسرحية؟
- لم أختر الكتابة المسرحية ولم أتخصص فيها تخصص كامل ولكنني أعشقها لأنها الأقوى، فالتفاعل بين العمل والمتلقي تفاعل وقتي مباشر فعندما يعرض العمل المسرحي يظهر رد فعل المتلقي، إما إستحسان وإما إستهجان، ومنها تستطيع تقيم نفسك جيدا.
ماذا يمثل لك المسرح؟
- المسرح بالنسبة لي فهو حالة متفردة من الغرام سواء كنت ممثلا أو مؤلفا أو حتي مساعدا للإخراج فالمسرح له سحر خاص.
وحاليا أهرب منه بالعمل وكتابة الروايات والقصص القصيرة.
لماذا تكتب؟
- أصعب سؤال يمكن لشخص الإجابة عنه وهو لماذا أكتب؟
- أكتب لأنني أريد أن أري مجتمع أفضل ولدي كلمة أريد أن تصل للكثير.
- وأكتب لحبي في الكتابة والأدب.
ما هو رأيك في النشر الإلكتروني؟
- النشر الإلكتروني رائع جدا فهو يساعد على الإنتشار وتعريف الجمهور بالكاتب، وأري أنه عاجلا أم آجلا سيكون هو النشر الأوحد ولن يكون هناك نشر ورقي بالرغم من أن الكتاب الورقي له حب خاص إلا أنه في طريقه للإختفاء.
ما الذي قد يؤدي إلى اندثار الكتاب الورقي؟
- إيقاع الحياة السريع فالشباب أصبح لا يملك الوقت للنزول والبحث عن الكتاب.
- فالأسهل له تحميل الكتاب وقرائته إلكترونيا.
لكن هناك شريحة كبيرة لا تفضل الكتاب الإلكتروني؟
- حين ظهر البنطال الجينز قديما رفضه الكثير، والآن أصبح لا يوجد بيت يخلو منه، وهكذا الكتاب على الرغم من أن الكثير يرفض الكتاب الإلكتروني ولكن قريبا سيفرض نفسه، وإن كنت أتمنى أن يظل الكتاب الورقي موجود وبقوة ولكن بالنظر للتطور المجتمعي أقول أن الكتاب الورقي سيختفي قريبا.
هل قمت بتجربة النشر الإلكتروني من قبل؟
- أولا نشرت من قبل ديوان “رجل شرقي” وهو شعر فصحي إلكترونيا حصريا لمجلة “نبرات المداد”.
- وثانيا نشرت نوفيلا “المجنون يؤلف” إلكترونيا، وبعض المؤلفات الأخرى كذلك.
هل حقق لك النشر الإلكتروني الصدى الذي كنت تتوقعه فور إصدار أعمالك إلكترونيا؟
- نعم حقق لي النشر الإلكتروني أكثر مما كنت أتوقع فقد فاق كل توقعاتي بمراحل.
هل النشر ورقيا له مذاق خاص ومختلف؟ صف لنا شعورك فور إصدارك أول عمل ورقي يحمل اسمك ؟ ما هو تقييمك للتجربة؟
- أول إصدار ورقي كان مشترك مع كتاب آخرين وكانت فرحة كبيرة.
- أما أول كتاب ورقي خاص بي وحدي فقد كان شعور مختلف تماما وحين رأيته للوهلة الأولى في “معرض القاهرة للكتاب” شعرت وأنني أستقبل مولود جديد.
- تقيم التجربة رائع للغاية ولله الحمد.
هل الكتاب المجمع إضافة للكتاب أم أنه “سبوبة” كما وصفه البعض؟
- تجربتي مع الكتاب المجمع كانت مختلفة لأننا قمنا بنشر الكتاب ورقي بمعرفتنا ولم نشترك مع دار نشر وحقق نجاح باهر رغم التسويق الفردي لله (ولله الحمد).
- والفكرة بعمومها رائعة على الرغم من استغلال البعض السيء لها.
ما هي أعمالك المنشورة؟
الأعمال المنشورة إلكترونيا
في (٢٠٢٠) ديوان “رجل شرقي” مجلة نبرات المداد
عام (٢٠٢٠) نوفيلا “المجنون يؤلف” نشر خاص
سنة (٢٠٢١) قصة” أم نور” كتاب مجمع إلكترونيا
النشر الورقي
سنة (٢٠٢١) كتاب خلطة فن وهو كتاب مجمع.
عام (٢٠٢١) رواية “شقة إمبابة” صادرة عن دار ديوان العرب للنشر والتوزيع.
ما هو شعورك عندما لامست قدماك المعرض لأول مرة ككاتب؟
- رهبة وخوف وشعور بأنني أصبحت أحمل مسؤولية كبيرة على عاتقي ممزوجة بسعادة وفرحة طاغية.
الكاتب محمود زيدان في لقاء الأمنيات أخبرنا ما هي مشروعاتك القادمة؟
- بأمر الله سيكون العمل القادم يحمل أسم (فحيل)
- ويدور حول دخول عالم الجن لعالم الإنس والتأثير فيه في إطار اجتماعي تشويقي يتخلله حدث مسرحي لينتهي نهاية غير متوقعة.
- وذلك يرجع لإستعانة الإنسان بالجن لقضاء حوائجه.
ما هي أمنياتك للمستقبل؟
- أمنياتي للمستقبل أن يرضى كل إنسان بما قسمه الله له.
- وأن ينال كل مجتهد ما يستحق.
ختاما الكاتب محمود زيدان نتمنى لك في لقاء الأمنيات التوفيق والنجاح.
نترككم مع باقة عطرة من كتاباته المميزة ذات القيمة والأثر.
“اقتباسات”
(من نوفيلا “فجر” كتاب خلطة فن).
“يذهبون جميعًا أسفل منزل صافي يبحثون عن عمر زكريا (سباعي)، ليروه يجري من أمامهم متجهًا للشاطئ، ويجري خلفه مجموعة من الشرطة، ويجري نحوه فجر ليلحق به، ويخرج الضابط سلاحه ويضرب النار صوبه فيرديه قتيلًا في الحال، في ذات اللحظة التي انطلقت طلقة أخرى لتستقر برأس فجر، ويجرى عبده وزكريا نحوهما، وتطلق صافي صرخة تمزق القلوب.
– زكريا: نفر من قدر الله لقدر الله، ولا فرار من القدر. الصبر يارب من عندك… الصبر يارب” .
(من قصة قصيرة نشرت الكترونيا)
“يفيق من شروده ويتصل بهادي ليحضر له ويطلب منه أن يتصل بمساعديه في مصر ليجهزوا له أسماء دور رعاية الأيتام وعناوينهم فقد قرر التبرع بكامل أمواله لهم ليصدم هادي مما سمع ويحاول جاهدًا أن يقنعه بالإبقاء ولو بجزء من الأموال لعله يحتاجها ولكنه يرفض ذلك. وتنتهي جولته الفنية ويعود لمصر ويتجه لتنفيذ ما أراد ويعود لشقته ويختلي بنفسه في بيت الأبداع ليعزف مقطوعة جديدة تتراقص أمامه على نغماتها علياء.
فتسيل دموعه حزنًا حين تذكر مكالمة والدها له قبل الفرح بساعات قليلة ليخبره بأن علياء ماتت وكيف قطع الطريق جريًا لمنزلها ليتأكد مما سمع وينهار على باب شقتها فقد مات الحلم ماتت الحياة ماتت أخر من كان يصارع الدنيا من أجلها. ويعود ليفتح نوتة موسيقية ويكتب لحنه الجديد ويسميه لحن الوفاء وتظهر له من جديد علياء لتدعوه لصحبتها فيستجيب ويترك الجيتار ويغمض عينيه في هدوء ليرحل تاركًا الدنيا ليلتقي بأحبته من جديد”.
( من رواية شقة إمبابة)
“يشعر أمجد بحضور كثير وهناك هائمات تمر بجواره ويظل أمجد محافظا على قراءة القرآن، هاتفه الجوال يا أز أزيز ملح فينظر ليجد رقم زوجته فيجيب عليها. يسقط الهاتف من بين يده وينهض بتثاقل غير عادي
القطة.. “تضحك بسخرية” اللي كان بنا مات؛ ودلوقتي أنا بقيت حره وهاعمل فيك كل حاجة ممكن تتخيلها
يعود أمجد لها ويمسك رأسها ليديرها عكس أتجاه الجسد وتسمع بوضوح فرقعة العظام وتكسيرها. تصرخ ماريه وتحتضن مرمر بعدما خرجت من جسد القطة وتظل تصرخ ويحمل هو هاتفه ويغادر ليقف على الطريق مشاورا لأحدي السيارات لتنقله إلي القاهرة للحاق بجنازة صديق عمره وليد. وتقف ماريه تنظر له وعيناها تتحدث عما بداخلها فمن ماتت أختها الوحيدة وعلى يد عمها الحبيب في لحظة موت والدها”.
اقرأ المزيد :