أهم القصائد التي تركت بصمة في الأدب العربي الحديث متعددة، بل تعد تراث عتيق أثر في الأدب الحديث، والذي يعد هو بحد ذاته تطور لم يشهد له تاريخ الشعر من قبل، وهذا بعدما قام كلا من جرمانوس فرحات والألوسي من تجديد خلال القرن الثامن عشر الميلادي، ولكن تلك التطورات لم تظهر إلا بعد أن ظهرت تلك الحركتان وهما إحياء التراث القديم، والترجمة عن الآداب الغربية، ومن هنا بدأ أنصار التراث القديم في التخلص من الأشعار والاساليب السيئة وكان منهم إبراهيم اليازجي من بلا الشام، علاوة على كلا من علي مباركمن مصر، ومحمود شكري الألوسي من بلاد العراق.
أهم القصائد التي تركت بصمة في الأدب العربي الحديث
محمد الماغوط من أهم أدباء العصر الحديث وترك العديد من القصائد الرائعة، هو سوري الأصل، ومن أهم قصائدة :.
الآن
في الساعة الثالثة من القرن العشرين
حيث لا شيء
يفصل جثثَ الموتى عن أحذيةِ الماره
سوى الاسفلت
سأتكئ في عرضِ الشارع كشيوخ البدو
ولن أنهض
حتى تجمع كل قضبان السجون وإضبارات المشبوهين
في العالم
وتوضع أمامي
لألوكها كالجمل على قارعة الطريق..
حتى تفرَّ كلُّ هراواتِ الشرطة والمتظاهرين
من قبضات أصحابها
وتعود أغصاناً مزهرة (مرةً أخرى)
في غاباتها
أضحك في الظلام
أبكي في الظلام
أكتبُ في الظلام
حتى لم أعدْ أميّز قلمي من أصابعي
كلما قُرعَ بابٌ أو تحرَّكتْ ستاره
سترتُ أوراقي بيدي
كبغيٍّ ساعةَ المداهمه
من أورثني هذا الهلع
هذا الدم المذعور كالفهد الجبليّ
ما ان أرى ورقةً رسميةً على عتبه
أو قبعةً من فرجة باب
حتى تصطكّ عظامي ودموعي ببعضها
ويفرّ دمي مذعوراً في كل اتجاه
كأن مفرزةً أبديةً من شرطة السلالات
تطارده من شريان إلى شريان
آه يا حبيبتي
عبثاً أستردُّ شجاعتي وبأسي
المأساة ليست هنا
في السوط أو المكتب أو صفارات الإنذار
إنها هناك
في المهد.. في الرَّحم
فأنا قطعاً
ما كنت مربوطاً إلى رحمي بحبل سرّه
بل بحبل مشنقة
إيليا ابو ماضي وأهم القصائد التي تركت بصمة في الأدب العربي الحديث
من أهم الشعراء الذين تركوا بصمة كبيرة في العصر الحديث، وهو من شعراء المهجر، وهو لبناني الأصل وكان من اهم قصائده:.
أنا ليست بالحسناء أول مولع
هي مطمع الدنيا كما هي مطمعي
فاقصص علّي إذا عرفت حديثها
واسكن إذا حدّثت عنها واخشع
ألمحتها في صورة؟أشهدتها
في حالة؟ أرايتها في موضع؟
إني لذو نفس تهيم وإنها
لجميلة فوق الجمال الأبدع
ويزيد في شوقي إليها أنها
كالصّوت لم يسفر ولم يتقنّع
فتّشت جيب الفجر عنها والدّجى
ومددت حتى للكواكب إصبعي
فاذا هما متحيران كالاهما
في عاشق متحير متضعضع
وإذا النجوم لعلمها أو جهلها
مترجرجات في الفضاء الأوسع
رقصت أشعتها على سطح الدجى
وعلى رجاء فيّ غير مشعشع
والبحر… كم سائلته فتضاحكت
أمواجه من صوتي المتقطّع
فرجعت مرتعش الخواطر والمنى
كحمامة محمولة في زعزع
وكأنّ أشباح الدهور تألبت
في الشطّ تضحك كلّها من مرجعي
ولكم دخلت إلى القصور مفتشا
عنها، وعجت بدراسات الأربع
إن لاح طيف قلت: يا عين انظري،
أو رنّ صوت قلت: يا أذن اسمعي
فإذا الذي في القصر مثلي حائر
وإذا الذي في القفر مثلي لا يعي
قالوا: تورّع، إنها محجوبة
إلاّ عن المتزهّد المتورّع
فوأدت أفراحي وطلّلقت المنى
ونسخت آيات الهوى من أضلعي
وحطمت أقداحي ولما أرتو
وعففت عن زتدي ولما أشبع
وحسبتني أدنو إليها مسرعا
فوجدت أني قد دنوت لمصرعي
ما كان أجهل نصّحي وأضلّني
لما أطعتهم ولم أتمنّع
فكأنني البستان جرّد نفسه
من زهرة المتنوّع المتضوّع
ليحس نور الشمس في ذرّاته
ويقابل النسمات غير مقنّع
فمشى عليه من الخريف سرادق
كالليل خيّم في المكان البلقع
وكأنني العصفور عرّى جسمه
من ريشه المتناسق المتلمّع
ليخفّ محمله، فخرّ إلى الثرى
وسطا عليه النمل غير مروّع
وهجعت أحسب أنها بنت الروءى
فصحوت أسخر بالنيام الهجّع
ليست حبورا كلها دنيا الكرى
أنّ التي ضيّعتها كانت معي!
الشاعر قاسم حداد
ولد الشاعر قاسم حداد في البحرين، وقام تأسيس (أسرة الأدباء والكتاب في البحرين) عام 1969، ومن أهم أهم القصائد التي تركت بصمة في الأدب العربي الحديث لهذا الشاعر:.
أيها الغريب
هذا نهارك المشحون بالعمل والمكتشفات.
في أصابعك شهوة الباب
أنت الواحد القليل،
تتكاثر كلما دلفت في رواقٍ يأخذك إلى سرادق الجسد،
حيث الذخائر يخبئها لك شخصٌ
لا تعرفه لا يعرفك
وبينكما ألف عرسٍ وألف جرس
بينكما حرية الهواء:
عضلةٌ مفتولةٌ في الليل مقتولةٌ في النهار.
أيها الغريب
تلك الصخرة المشتعلة في الأعالي
منذورةٌ لكتفٍ ما
شخصٌ للوحشة شخصٌ لقرينها.
جسارة الحلم لك ولك احتضان الصخرة
أيها الشاحب المشرد الوحيد
الشاعر خليل مطران
شاعر مخضرم لبناني الأصل، قام بتولي منصب التحرير بجريدة الأهرام، وقام بتأسيس المجلة المصرية، له علامات في جبال الشعر ومن تلك القصائد في الأدب الحديث:.
يَا شَاعِرَ النِّيلِ جَارِ النِّيلَ بِالشِّيَمِ
وَحَاكَ أَطْيَارَهُ بِالشَّدْوِ وَالنَّغَمِ
فِي ضِفَّتَيْهِ وَفِي تَغْرِيدِ صَادِحِهِ
مَا فِي نَظِيمِكَ بَيْنَ الْوَحْيِ وَالكَلمِ
وَفِي مَعَانِيكَ مِنْ أَرْوَاحِ جَنَّتِهِ
أَشْفَى النُّسَيْمَاتِ لِلأَرْوَاحِ وَالنَّسَمِ
شِعْرٌ كَأَنَّ مَفِيضَ الخَيْرِ سَالَ بِهِ
عَلَى النُّهَى سَيلَهُ فِي القَاعِ وَالأَكَمِ
كِلاهُمَا مُخْصِبٌ قَحْلاً فَمُخْرِجُهُ
حَقْلاً وَمُؤْنِسُهُ فِي وَحْشَةِ الدِّيَمِ
يَطْغَى فَيَغْشَى عَبُوسَ الْوَجْهِ أَمْرَدَهُ
وَيَنْجَلِي عَنْ عِذَارٍ فِيهِ مُبْتَسِمِ
بِذَلِكَ الشِّعْرِ صِفْ مِصْراً وَأُمَّتَهَا
صِفْ كُلَّ مَعْنَىً بِهَا كَالنَّافِحِ الشَّبِمِ
صِفْ ذَلِكَ اللُّطْفَ لَوْ عَزَّتْ بِهِ أُمَمٌ
يَوْماً لَعَزَّتْ بِهِ مِصْرٌ عَلَى الأُمَمِ
صِفْ ذَلِكَ الأُنْسَ يَجْرِي مِنْ مَنَابِعِهِ
عَذْبَ المَنَاهِلِ مَبْذُولاً لِكُلِّ ظَمِي
صِفْ ذَلِكَ الرِّفْقِ يَقْضِي فِي تَرَقْرُقِهِ
مَا لَيْسَ رِقَاقُ السُّمْرِ وَالخُذُمِ
صِفْ مَا يَشَاءُ جَمَالُ الطَّبْعِ مِنْ دَعَةٍ
وَمَا يَشَاءُ حَلالُ النَّفْسِ مِنْ كَرَمِ
تِلْكَ الْخَلائِقُ لا يَجْلُو رَوَائِعَهَا
نَظْمٌ كَنَظْمِكَ مِنْ جَزْلٍ وَمُنْسَجِمِ
إِنِّي أَوَدُّ لَهَا وَصْفاً وَيَرْجِعُنِي
عَنْهُ قُصُورِي إِذَا حَثَّ الْهَوَى قَلَمِي
مَن لِي بِنَظْمِكَ أَسْتَدْنِي بِمُعْجِزِهِ
أَقْصَى مَرَامٍ لآمَالِي عَلَى هِمَمِي
حَمْداً لِمِصْرَ وَإِطْرَاءً لأُمَّتِهَا
عَنْ صَادِقٍ فِيهُمَا عَالٍ عَنِ التُّهَمِ
مِصْرُ الْحَضَارَةُ وَالآثَارُ شَاهِدَةٌ
مِصْرُ السَّمَاحَةُ مِصْرُ المَجْدُ مِنْ قِدَمِ
مِصْرُ العَزِيزَةُ إِنْ جَارَتْ وَإِنْ عَدَلَتْ
مِصْرُ الْحَبِيبَةُ إِنْ نَرحَلْ وَإِنْ نُقِمِ
نَحْنَ الضيُوفَ عَلَى رَحْبٍ وَمَكْرُمَةٍ
مِنْهَا وَإِنَّا لَحَفَّاظُونَ لِلذِّمَمِ
جِئْنَا حِمَاهَا وَعِشْنَا آمِنِينَ بِهِ
مُمَتَّعِينَ كَأَنَّ العَيْشَ فِي حُلمِ
الشاعر عبد الغفار الأخرس
ولد بمدينة الموصل، ونشأ في مدينة بغداد، ومن أهم القصائد التي تركت بصمة في الأدب العربي الحديث لهذا الشاعر:
لك بالمعالي رُتبة تختارُها
فافخر فأَنتَ فخارُنا وفخارُها
يا ساعدَ الدِّين القويم وباعَه
لَحَظَتْكَ من عين العُلى أنظارها
لله أَيَّةُ رفعةٍ بُلّغْتَها
قَرَّتْ وليس بغيرك استقرارها
في ذروة الشَّرف الرَّفيع مقامها
وعلى أهاضيب العُلى أوكارها
فلتَهْنَ فيك شريعة قد أصبَحتْ
وعليك ما بين الأَنام مدارها
ولقد ملأْتَ الكون في نور الهدى
كالشَّمس قد ملأَ الفضا أنوارها
وكشفْتَ من سرِّ العلوم غوامضاً
لولاك ما انكشَفَتْ لنا أسرارها
يا دوحةَ الفضل الَّذي لا يجتنى
إلاَّ بنائل جوده أَثمارها
الله أكبر أَنت أكبر قدوة
لم تعرف الثقلات ما مقدارها
ولتسمُ فيك المسلمون كما سمتْ
في جدّه عدنانُها ونزارها
من حيث أنَّ لسانه صمصامُها ال
ماضي وإنَّ يراعَهُ خطَّارُها
فردٌ بمثل كماله ونواله
لم تسمح الدُّنيا ولا أعصارها
دنياً بها انقرض الكرام فأَذنبت
فكأنَّما بوجوده استغفارها
وكأَنَّما اعتذرت إلى أبنائها
فيه وقد قُبِلَتْ به أعذارها
أَمُؤمّلاً نَيْلَ الغنى بأَكُفِّه
يُغنيك عن تلك الأَكُفِّ نضارها
بَسَطَتْ مكارمُه أَنامِلَ راحةٍ
تجري على وُفَّاده أنهارها
1 تعليق
ممتع ما تقدمون من مادة أدبية بارك الله في جهودكم