أبو نواس: شاعر الخمر والحياة وهو من أشهر شعراء العصر العباسي، ولد في الأهواز وهي مدينة تقع جنوب ايران، عرف بشاعر الثورة والتجديد، بل وايضا الخمرة بل ولم يكن له اي منازع، كتب العديد من القصائد، وهزم العديد من الشعراء بدقته واستخدامه للمعاني بطريقة لا مثيل لها في وقته، وبعد وفاته صار على نهجه الكثير من الشعراء،فقال عنه الإمام الشافعي “لولا مجون أبي نواس لأخذت عنه العلم” وسوف نسرد بشكل مبسط اجمل تلك القصائد التى قالها ابو نواس في الخمر والحياة
أبو نواس: شاعر الخمر والحياة
قصيدة أَثْني على الخمرِ بآلائها
أَثْني على الخمرِ بآلائها
وسَمِّيها أحسَنَ أسمائها لا تجعلِ الماءَ لها قاهراً
ولا تُسَلِّطْها على مائها كَرْخِيّة ٌ،
قد عُتّقَتْ حِقْبَةً حتى مضَى أكثرُ أجزائها
فلَمْ يكَدْ يُدركُ خَمّارُها مِنها سِوَى آخِر حَوْبائِهَا
دارَتْ ، فأحيتْ ، غيرَ مَذمومةٍ نُفوسَ حَسراها
وأنْضائها والخمرُ قد يَشرَبُها مَعْشَرٌ لَيسوا، إذا عُدّوا، بأكفائِهَا.
ألا فاسقني خمراً وقل لي
ألا فاسقِني خمراً، وقل لي: هيَ الخمرُ،
ولا تسقني سرّاً إذا أمكن الجهرُ
فما العيْشُ إلاّ سكرَة ٌ بعد سكرة ٍ، فإن طال هذا عندَهُ قَـصُــرَ الـدهــرُ
و ماالغَبْنُ إلاّ أن تـرَانيَ صـاحِـيا
و ما الغُنْـمُ إلا أن يُتَـعْـتعني الســكْرُ
فَبُحْ باسْمِ من تهوى ، ودعني من الكنى فلا خيرَ في اللذّاتِ من دونها سِتْر
ولا خيرَ في فتكٍ بدونِ مجانــة ؛ ولا في مجونٍ ليس يتبعُه كفرُ
بكلّ أخي فتكٍ كأنّ جبينَه هِلالٌ، وقد حَفّتْ به الأنجمُ الزُّهرُ
و خَمّـارَة ٍ نَبّهْتُـها بعد هـجْعـَـة ٍ ، و قد غـابت الجوزاءُ ، وارتفعَ النّسـرُ
فقالت: من الطُّرّاق ؟ قلنا : عصابة خفافُ الأداوَى يُبْتَغَى لهُم خمرُ
ولا بدّ أن يزنوا، فقالت: أو الفِدا بأبْلَجَ كالدّينَارِ في طرفهِ فَتْرُ
فقلنا لها: هاتِيهِ، ما إن لمِثْلِنا فديناك بالأهْـلينَ عن مثل ذا صَبــرُ
فجـاءَتْ بهِ كـالبَدْرِ ليلَة َ تـمّــهِ ، تخالُ به سحراً، وليس به سحْرُ
فقُمنـا إليه واحداً بعدَ واحِـدٍ، فكـان بهِ من صَـومِ غُـربتنـا الفِــطــرُ
فبِتنا يرانا الله شَرَّ عِصابة ٍ، نُجَرّرُ أذْيالَ الفُسوقِ ولا فَخْرُ
شعر ابو نواس في الخمر
ولا تأخذ عن الأعراب لهواً
دَعِ الأَطلالَ تَسفيها الجَنوبُ
وَتُبلي عَهدَ جِدَّتِها الخُطوبُ
وخَلّ لِراكِبِ الوَجْناءِ أرْضاً تَخُبُّ
بها النَّجيبة ُ والنّجيبُ
بلادٌ نَبْتُها عُشَرٌ وطَلْحٌ، وأكثرُ صيْدِها ضَبُعٌ وذيبُ
و لا تأخُذْ عن الأعرابِ لهْواً،
ولا عيْشاً فعيشُهُمُ جَديبُ دَعِ الألبانَ يشْرَبُها رِجالٌ،
رقيقُ العيشِ بينهُم غريبُ إذا رابَ الْحَلِيبُ فبُلْ عليهِ،
و لا تُحرَجْ فما في ذاك حُوبُ فأطْيَبُ منْه صَافِية ٌ شَمُولٌ،
يطوفُ بكأسها ساقٍ أديبُ يسْعى بها ،
مثل قرنِ الشَّمس،
ذو كفلٍ يشْفي الضَّجيعَ بذي ظَلْمِ وتَشْنيبِ أقامَتْ حِقْبَة ً في قَعْرِ دَنٍّ،
تفورُ، وما يُحَسُّ لها لهيبُ
كأنّ هديرَها في الدّنّ يَحْكي قِرَاة َ القَسّ قابلَهُ الصّليبُ
تَمُدُّ بها إليكَ يدَا غُلامٍ أغَنّ ، كأنّهُ رَشأٌ رَبيبُ
غذّتهُ صنْعة ُ الدّاياتِ حتّى ، زَها، فَزَهَا به دَلٌّ وطيبُ
يَجُرُّ لكَ العِنانَ ، إذا حَساها ، و يفتحُ عقد تكّته الدّبيبُ
و إن جَمّشْتهُ خَلَبَتْكَ منهُ طَرَائِفُ تُسْتَخَفّ لَها القُلوبُ
ينوءُ برِدْفهِ، فإذا تمشّى تَثَنّى ، في غَلائِلِهِ، قَضِيبُ
يكادُ من الدّلالِ، إذا تَثَنّى عليْكَ ، ومن تساقطهِ، يذوبُ
و أحمقَ من مُغيّبة ٍ تـراءى إذا ما اخْتانَ لَحْظَتَها مرِيبُ
أعاذِلَتي اقْصُري عن بعْضِ لوْمي، فراجي توبتي عندي يخيبُ
تَعيّبين الذّنوبَ، وأيّ حُرٍّ، مِن الفِتيانِ، ليسَ لَهُ ذنوبُ
فهذا العيشُ لا خِيمُ البوادي ، و هذا العيشُ لا اللبن الحليبُ
فأيْنَ البدْوُ من إيوان كِسْرَى ، وأيْنَ منَ المَيادينِ الزُّرُوبُ؟
غرِرْتِ بتوبتي ، ولججْتِ فيها ، فشُقّي اليومَ جيبَكِ لا أتوبُ
قال أيضا ابو نواس:.
أسقياني من شمولِ
أسقياني من شمولِ
في مدى اليوم الطويل
خمرةً في عَرفِ مِشكٍ
عُصرت من نهرِ بيلِ
ويحُها يسطعُ منها
فائحاً من رأس ميل
في لسان الشربِ منها
مثلُ لذع الزَنجبيل
عُتّقَت حولاً وحَولاً
بين كرَم ونخيل
وعلى وجهٍ غزالٍ
أحورِ العين كحيل
فاسقيانيها نهاراً
واهتفا بالشمسِ زولي
إنما يُذهبُ مالي
طولُ إدمانِ الشمول
قلت لمّا رام نسكي
فنهى عنه عذولي
أن أدعها قوتَ أُخرى
من مزاجٍ الزنجبيلِ
شعر أبو نواس في الزهد
على الرغم تلك القصائد التي كتبها ابو نواس في الخمر والحياة إلا انه كتب في حبه وتعبده لله الكثير أيضاً، وعندما حج عام 190 للهجرة كتب :.
إلهنا ما أعدلك … مَلِيكَ كُلِّ مَا مَلَكْ لبَّيْكَ، قَدْ لَبَّيتُ لَكْ … لَبَّيكَ، إِنَّ الْحَمْدَ لكْ
لا تَفرُغُ النَفسُ مِن شُغلٍ بِدُنياها
رَأَيتُها لَم يَنَلها مَن تَمَنّاها
إِنّا لَنَنفَسُ في دُنيا مُوَلِّيَةٍ
وَنَحنُ قَد نَكتَفي مِنها بِأَدناها
حَذَّرتُكَ الكِبرَ لا يَعلَقكَ ميصَمُهُ
فَإِنَّهُ مَلبَسٌ نازَعتُهُ اللَهَ
يا بُؤسَ جِلدٍ عَلى عَظمٍ مُخَرَّقَةٍ
فيهِ الخُروقُ إِذا كَلَّمتَهُ تاها
يَرى عَلَيكَ بِهِ فَضلاً يُبينُ بِهِ
إِن نالَ في العاجِلِ السُلطانَ وَالجاها
مُثنٍ عَلى نَفسِهِ راضٍ بِسيرَتِها
كَذَبتَ يا خادِمَ الدُنيا وَمَولاها
إِنّي لَأَمقُتُ نَفسي عِندَ نَخوَتِها
فَكَيفَ آمَنُ مَقتَ اللَهِ إِيّاها
أَنتَ اللَئيمُ الَّذي لَم تَعدُ هِمَّتُهُ
إيثارَ دُنيا إِذا نادَتهُ لَبّاها
يا راكِبَ الذَنبِ قَد شابَت مَفارِقُهُ
أَما تَخافُ مِنَ الأَيّامِ عُقباها
قال أبو نواس: شاعر الخمر والحياة
دع الأمطارَ تعتور الديارا
ودر عنها إلى ديرِ العذارى
وعَج عن نعتِ أروى أو لُبَيني
بعبدِ يشوع فاعدل عن أوارى
بظبي كالهلال من النصارى
محاسنهُ تزهّدُ في العذارى
تركتُ له الحسانَ الحورَ لمّا
شغلتُ بحبّهِ قلبي فبارى
يقُلنَ وقد صرفتُ هواي عنها
فهنّ لنبوَتي عنها حيارى
بأيّةِ حجّةٍ أم أيِّ رأي
عدلتَ عن الحنيفِ إلى النصارى
فقلتُ لأنّ بُرصوماً نصيبي
يرخّصُ في الفخار لهم جهارى
وكانَ نكاحُهنَّ يراهُ حوباً
مخافةَ أن يناسلنَ الشرارا
يرى الأفخاذَ جنّةَ كل أيرٍ
إذا ما قامَ ليلاً أو نهارا
قيامَ مؤذنٍ في يوم غيم
يميناً ظلّ ينظرُ واليسارا
فإن عدمَ استراحَ براحتيهِ
ولم يخشَ الأثامَ ولا الشنار
لذلك بولسٌ قد كان قدماً
يرى نيكَ الورى أمراً كبارا
وقال ألا ترى الإنسانَ مهما
تحرّكَ أيرهُ يوماً وثارا
ثناه عن عبادتهِ فقيسوا
بما قد قلتُ واعتبروا اعتبارا
بعيسى لم يرق يوماً دماءً
ولا عن غادةٍ كشفَ الإزارا
وبالبرهان فاعتبروا فما إن
يرى مَن ساح في الدنيا وسارا
وحيداً ليس يصحبه رفيقٌ
يبادله جهاراً أو سرارا
وفي الإفراد ألفي ذا اغتلام
على بطّيخةٍ ينزو بدارا
يقولُ النيك كرّرهُ مراراً
إلى أن صبَّ نطفتَهُ درارا
لذا عنكنّ ملتُ إلى النصارى
إلى مَن لا يرى ذا النيكَ عارا